كشف أحدث استطلاع للرأي العام، حصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على 85% من أصوات الناخبين المسلمين و55 %من أصوات المسيحيين الكاثوليك خلال الجولة الثانية والحاسمة من الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد.
وأوضحت نتائج الاستطلاع، أجرته مؤسستا (بيلران) و(لا كراو) الفرنسيتان، أن مسلمي فرنسا صوّتوا بأغلبية ساحقة لصالح ماكرون في سلوك عقابي رافض للأحزاب اليمينة المتطرفة في فرنسا ممثلة في رئيسة التجمع الوطني مارين لوبان.
وتميزت الجولة الأولى من الانتخابات في 10 أبريل/نيسان الجاري بحصول مرشحي اليمين المتطرف على 40٪ من الأصوات. لكن التحول الكبير حدث، الأحد، عندما صوّت المسلمون بكثافة لصالح ماكرون، بنسبة 85٪ بعدما صوّتوا في الجولة الأولى، بأغلبية ساحقة لصالح زعيم حزب “فرنسا الأبية” جان لوك ميلينشون بنسبة 69٪.
وذهب متابعون للشأن الفرنسي إلى أن إعادة انتخاب ماكرون بالنسبة للقاعدة الانتخابية المسلمة في فرنسا يمثل “أخف الضررين رغم التخوف مما سيحمله المستقبل من مواقف وقرارات”.
وكانت الولاية الرئاسية الأولى لماكرون قد شهدت تضييقا غير مسبوق على المسلمين، خاصة بعد إصدار قانون مكافحة ما يسمى “الانفصالية الإسلامية”، ومحاولة خلق “إسلام عصري” على مقاس “العلمانية الفرنسية”.
كما فجّر ماكرون غضبا واسعا بين مسلمي العالم عندما قال إن “الإسلام يعيش أزمة عميقة في كل دول العالم”.
وشكلت انتخابات الدور الثاني لحظة فارقة في حياة الكثير من الفرنسيين والمهاجرين المسلمين الذين تخوفوا من وصول اليمين المتطرف إلى رئاسة الإليزيه، سيما بعد أن خصصت لوبان، جزءا كبيرا من حملتها الانتخابية لمواضيع الهجرة والإدماج الاجتماعي للمهاجرين والمسلمين.
كما أعلنت عن تشددها تجاه المهاجرين غير النظامين وطالبي اللجوء، وسعت لحظر الحجاب واستبعاد الأجانب من المساعدات الاجتماعية، وغيرها من القوانين التي تزيد من تضييق الخناق على الفرنسيين المسلمين والمهاجرين عموما.
وكان ماكرون قد صرح عقب الإعلان عن النتائج أنه “رئيس لكل الفرنسيين وليس رئيسًا لفئة معينة”، مشيدًا بنضج الناخبين الفرنسيين الذين اختاروا إعادة الثقة فيه، ومنحه ولاية ثانية.
وأضاف عقب فوزه “العديد من الفرنسين صوّتوا لي من أجل التصدي لليمين المتطرّف”.
وذكر ماكرون أن المشروع الجديد الذي سيقدّمه خلال السنوات الخمس المقبلة مبنّي على العمل والإبداع. معربًا عن ثقته في الوصول إلى مجتمع فرنسي تتوافر فيه “العدالة والمساواة بين الرجال والنساء” بغض النظر عن أوصلهم العرقية واختياراتهم الدينية.
اضف تعليق