وسط إجراءات أمنية مشددة تجمع عشرات آلاف الأشخاص السبت في سربرنيتشا لإحياء الذكرى العشرين للمجزرة التي أودت 8 آلاف مسلم في البوسنة، في أسوأ مجزرة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وتجمع المشاركون قرب قبور أكثر من 6200 ضحية دفنوا في النصب المركزي. وفي أجواء غلب عليها التأثر، ينتظر هؤلاء مواراة 136 ضحية جديدة تم التعرف على هوياتهم قرابة الساعة 13,00 (11,00 ت غ).
وقد رافقت إحياء الذكرى إجراءات أمنية مشددة لأنه وككل عام يصدر صرب البوسنة الأكثر تشددا تهديدات لموكب المسيرة متعهدين بعرقلة الأحداث.
قالت أنيتا ميتيك مدير جمعية الشباب من أجل حقوق الإنسان "هناك بعض الناس في بلغراد أرادوا تقديم تعازيهم لضحايا الإبادة الجماعية في سربرنيتشا وعلى الرغم من الحظر لتجمع اليوم، اجتمعنا من تلقاء أنفسنا هذه الليلة، انضم الناس إلينا لوضع الزهور والشموع وتلك الأرقام."
وحتى اليوم، دفن 6241 ضحية عثر عليهم وتحددت هوياتهم في مدفن سربرنيتشا، و230 آخرون في مدافن أخرى.
وقالت أمينة ماليتش التي تبلغ العشرين من العمر، وكانت في أيامها الأولى عندما وقعت المجزرة، "فقدت أبي هنا. إني أتخيل آلامه ومعاناته". وأضافت هذه الشابة التي تعيش اليوم في شيكاغو بالولايات المتحدة، وهي تذرف الدموع، "يجب ألا تتكرر هذه المآسي".
وستدفن بيغاييتا صالح أوفيتش (51 عاما) والدها. وقالت هذه المرأة التي فقدت أيضا شقيقا في المجزرة، وقتل اثنان من أشقائها في بداية الحرب ولم يعثر عليهما بعد، "عندما أبلغوني بالعثور على رفات أبي، شعرت بأنه توفي لتوه".
رئيس الوزراء الصربي يستنكر "الجريمة"
وفي بلغراد، قبيل توجهه إلى سربرنيتشا، وجه رئيس الوزراء الصربي ألكسندر فوسيتش رسالة مفتوحة السبت انتقد "الجريمة الفظيعة" التي وقعت في سربرنيتشا.
وكتب فوسيتش الذي وصل إلى سربرنيتشا، "لقد مضى عشرون عاما على وقوع الجريمة الرهيبة في سربرنيتشا. ولا أجد الكلمات التي يمكن أن تعبر عن الحزن والأسف على الضحايا، أو عن الغضب حيال الذين ارتكبوا تلك الجريمة الفظيعة". لكنه لم يستخدم كلمة "إبادة".
ولدى وصوله سخرت منه مجموعة من المشاركين في الحفل قبل أن يوقع سجل التعازي. وتحدث مع أمهات ضحايا وصافحهن.
وأضاف رئيس الوزراء أن "صربيا دانت صراحة ودون لبس تلك الجريمة الرهيبة، ولا تشعر إلا بالاشمئزاز من الذين شاركوا فيها، وستواصل ملاحقتهم أمام القضاء".
وقبل عشرين عاما، في تموز/يوليو 1995، وفيما أعلنت الأمم المتحدة سربرنيتشا "منطقة محمية"، قتلت القوات الصربية البوسنية فيها نحو ثمانية آلاف رجل وفتى مسلم، فارتكبت بذلك أسوأ مجزرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وقد أسفرت الحرب في البوسنة (1992-1995) عن 100 ألف قتيل ونحو مليوني لاجئ، ما يناهز نصف الشعب في تلك الفترة.
اضف تعليق