افتتح الرئيس الفرنسي في الأمم المتحدة عملية التوقيع على اتفاق باريس حول المناخ والتي تشمل رؤساء دول أو حكومات أو مسئولين من 171 دولة في مقدمها الولايات المتحدة والصين.
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند اليوم الجمعة، أول الموقعين على اتفاق باريس حول المناخ وتبعه قادة من دول-جزر هي الأكثر تضررا من ظاهرة التغير المناخي.
وتوقيع اتفاق باريس الذي ابرم في كانون الأول/ديسمبر الماضي بهدف حصر الاحتباس المناخي، يعزز الآمال بتحرك سريع في مواجهة هذه الظاهرة.
وحضر وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى المنصة وهو يحتضن إحدى حفيداته ما دفع بالحاضرين إلى التصفيق له بحرارة وهو يوقع الاتفاق.
وتوقيع اتفاق من قبل مثل هذا العدد من الدول يعتبر الأكبر، يشكل خطوة أولى نحو إلزام الدول بتطبيق الوعود التي قطعتها في مجال وقف انبعاث الغازات السامة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "إنها لحظة تاريخية".
وأضاف "لم يوقع أبدا مثل هذا العدد الكبير من الدول اتفاقا دوليا في يوم واحد" قائلا "اليوم توقعون عهدا جديدا مع المستقبل".
ويأتي التوقيع بعد أربعة أشهر على إبرام الاتفاق في باريس اثر سنوات طويلة من المشاورات المكثفة.
ودعا أولاند الجمعة من على منصة الأمم المتحدة، العالم وخصوصا الاتحاد الأوروبي إلى ترجمة اتفاق باريس حول المناخ "أفعالا" لمواجهة الوضع الملح الذي لا يزال قائما.
وأضاف أن "الأشهر الماضية كانت الأكثر سخونة في السنوات المائة الماضية". وتابع "يجب التحرك بسرعة".
ويلزم اتفاق باريس موقعيه السعي إلى ضبط ارتفاع معدل حرارة الكرة الأرضية بحدود "اقل بكثير من درجتين مئويتين" والى "مواصلة الجهود" لئلا يتجاوز 1,5 درجة. غير أن هذا الهدف الطموح جدا يتطلب إرادة راسخة ومئات المليارات من الدولارات من اجل الانتقال إلى موارد طاقة نظيفة.
لكن التوقيع ليس إلا مرحلة أولى. فالاتفاق لن يسري إلا بعد مصادقة برلمانات 55 بلدا، هي مسئولة عن 55% على الأقل من انبعاث غازات سامة، ما قد يتم اعتبارا من 2017.
وقد أعلنت الصين والولايات المتحدة، اكبر دولتين ملوثتين في العالم، أنهما ستصادقان على الاتفاق هذه السنة. لكن الاتحاد الأوروبي قد يقوم بذلك في غضون سنة ونصف السنة.
فالوقت يداهم، إذ اعتبر شهر آذار/مارس الأخير الأكثر سخونة على الإطلاق بحسب الأرصاد الأميركية. وتم كسر درجة الحرارة القياسية لمدة 11 شهرا متتالية، في حدث غير مسبوق منذ 137 عاما من القياسات.
لكن للتوصل إلى عتبة 55 دولة أي 55% يجب ضمان مصادقة بلد أو اثنين من كبار الملوثين (الولايات المتحدة، الصين، الاتحاد الأوروبي، روسيا، الهند). وسبق أن وعدت بكين (مسئولة عن 20% من الانبعاث) وواشنطن (18%) بإتمام ذلك قبل نهاية العام.
وفي الولايات المتحدة تم التفاوض على الاتفاق بحيث يتجنب الرئيس باراك اوباما طلب موافقة الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون الرافضون للنص. انتهى/خ17.
اضف تعليق