نشرت صحيفة لوموند الفرنسية مقالا بعنوان "كل الطرق تؤدي إلى عمر البشير في السودان"، قالت فيه إن الرئيس السوداني يأمل بمواصلة اعتلائه لسدة الحكم، بعد أن ظل ممسكا بزمام السلطة منذ 25 عاما.
وأشارت الصحيفة إلى أن محكمة الجنايات الدولية وجهت تهما للبشير بارتكاب جرائم إبادة في إقليم دارفور، إلا أن فوزه في الانتخابات الجارية صار أمرا مفروغا منه.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس البشير يتجه بخطى ثابتة نحو المعركة الانتخابية، ذلك أن أغلبية الأحزاب المعارضة قررت أن تقاطع الانتخابات المقررة يوم 13 نيسان/ أبريل الجاري، إلى جانب أن المترشحين الآخرين، البالغ عددهم 15 مرشحا، ليسوا منافسين جديين على السلطة.
وقالت الصحيفة إن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي حذروا من افتقاد هذه الانتخابات للمصداقية والشرعية، نظرا لقمع الحزب الحاكم كل أساليب الحوار، فضلا عن جملة الانتهاكات المسجلة ضد الحقوق المدنية والسياسية للمواطنين.
وأوضحت الصحيفة أن نحو 13,3 مليون ناخب، من أصل حوالي 38 مليون نسمة، مدعوون للإدلاء بأصواتهم خلال الأيام الثلاثة المقبلة لاختيار رئيسهم ونوابهم.
ولفتت الصحيفة إلى أن 15 منظمة دولية تقوم بمراقبة سير الانتخابات السودانية، بما في ذلك جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي اللذان عبرا عن دعمهما لحكم عمر البشير منذ وصوله للحكم في حزيران/ يونيو 1989، وفق الصحيفة.
كما أشارت الصحيفة إلى قمع السلطات السودانية كل أشكال المعارضة في السودان، إلى جانب سيطرتها على وسائل الإعلام، خاصة خلال الأشهر الماضي. كما أوردت أقوال الشهود العيان الذين نقلوا تفاصيل القمع الوحشي الذي قامت به القوات الأمنية خلال مظاهرة قادها مئات الطلاب ضد الانتخابات في مدينة "بورسودان" الواقعة شمال شرق السودان يوم الأحد.
وقالت الصحيفة إن المتظاهرين رددوا هتافات من قبيل "الشعب يريد إسقاط النظام"، وذلك تعبيرا عن رفضهم القاطع لسياسات الحزب الحاكم، حزب المؤتمر الوطني.
وفي سياق متصل، أفادت الصحيفة أن المئات من سكان معسكر "كلما" للنازحين في دارفور، الذي يمثل بؤرة صراع وفوضى منذ 12 عاما، قد عبروا أيضا عن استيائهم ومعارضتهم للانتخابات تحت شعار "لا للانتخابات الملطخة بالدماء".
كما أشارت الصحيفة إلى المفارقة المتمثلة في وعود الرئيس عمر البشير بتوفير الأمن إلى جانب الاستقرار السياسي والاقتصادي، في حين أن الاقتصاد السوداني اليوم عالق في شرنقة الجمود والركود، وتفشي أعمال العنف في كل أنحاء البلاد، وخاصة في إقليم دارفور وولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.
اضف تعليق