أعاد بريد إلكتروني مسرب من مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى إدارة المؤسسة، يشكو فيه انحياز التغطية في حرب غزة، عدم حياد السياسة التحريرية لدى الشبكة لصالح الإسرائيليين إلى الواجهة.
وجاء في الإيميل المنشور على منصة "إكس"، والمنسوب للمراسل رامي رحيم المقيم في بيروت "يبدو أن بي بي سي تخفي الكثير من المعلومات المهمة وذات الصلة، بما في ذلك الأدلة الشاملة وآراء الخبراء والسياق التاريخي، عن الجمهور".
وأعلنت بي بي سي في 15 تشرين أول/أكتوبر أنها تحقق مع 6 من صحفييها العرب، إثر إشادتهم على منصة "إكس" بعملية طوفان الأقصى، التي شنتها حركة حماس ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وكشفت صحيفة "ذا تايمز" أن حالة من التذمر تسود موظفي هيئة الإذاعة البريطانية؛ بسبب التغطية المنحازة لكيان الاحتلال الإسرائيلي على حساب المذابح والمجازر التي تجري في غزة.
وتواجه "بي بي سي" اتهامات بالتساهل الشديد في تبني الرواية الإسرائيلية، وتجريد المدنيين الفلسطينيين من إنسانيتهم، واعتبارها حياة الإسرائيليين أهم من حياة الفلسطينيين.
وأشار مصدر مطلع إلى أن المزاج السائد لدى الكثير من الناس هو أن "بي بي سي" لا تقدم التغطية المناسبة، مضيفا أنه على إثر ذلك "كان الموظفون يبكون في المراحيض، في حين أن الموظفين المستقلين يضحون بأجورهم من خلال عدم الحضور إلى العمل بسبب التوتر السائد، حيث يشعر الكثير منهم بالانزعاج الشديد".
وقال ديس فريدمان، مدير مركز أبحاث الإعلام في كلية غولدسميث، في وقت سابق: إن موظفين وجهوا رسالة إلى المدير العام، تفيد بأن المؤسسة تتعامل مع حياة الإسرائيليين على اعتبارها أفضل من حياة الفلسطينيين".
وأضاف فريدمان أنه في كثير من الأحيان، نرى عناوين الصحف، بما في ذلك في بي بي سي أن الفلسطينيين "يموتون" في القصف المستمر، بينما الإسرائيليون "يُذبحون"، أو نقرأ عن "فظائع ترتكبها حماس" في مقابل "معاناة بغزة"، كما لو أن الأخيرة لا تمثّل فظاعة غير مسبوقة".
وأشار إلى تخوفه من تعرض "بي بي سي" لمزيد من الضغوط لأجل "تأطير الحرب على الفلسطينيين من منظور مؤيد لإسرائيل" على حد قوله، ولفت إلى لقاء جمع تيم ديفي، المدير العام لـبي بي سي، بأعضاء حزب المحافظين في البرلمان منذ بداية الحرب، كما نشرت صحيفة الشرق الأوسط.
وشدد فريدمان على ضرورة تحوّل النقاش الحالي من كيفية وصف "حماس" إلى ما قد يشكل جرائم حرب وإبادة جماعية، خاصة في إطار الغزو البري لغزة.
وتطرّقت ديبورا تورنيس، مديرة الأخبار في "بي بي سي"، لمجمل هذه الانتقادات في مقالة اعتبرت فيه أن "هذه الحرب هي من الأحداث الأكثر تعقيداً واستقطاباً التي غطيناها في تاريخنا".
ولفتت تورنيس إلى أن "بي بي سي واجهت انتقادات وشكاوى بأننا منحازون لإسرائيل وضدها، ولصالح الفلسطينيين وضدهم".
وفي وقت سابق، قال رامي رحيم في رسالة تمت مشاركتها على نطاق واسع مع الموظفين الدوليين في "بي بي سي"، إنه يتم استخدام كلمات مثل "مجزرة"، و"مذبحة"، بشكل بارز في الإشارة إلى تصرفات حماس، ولكن لا تستخدم هذه العبارات للإشارة إلى عدوان الاحتلال في غزة، وارتكاب فظائع هناك.
وأكد رحيم أن صحفيي "بي بي سي" كانوا يتساهلون في كثير من الأحيان مع المسؤولين الإسرائيليين في المقابلات، ويمنحونهم "وقت بث مريح" لتبرير تصرفاتهم، كما لفت إلى أنه تم تجنب ذكر العبارات غير الإنسانية من المسؤولين الإسرائيليين الذين وصفوا المدنيين الفلسطينيين بأنهم "حيوانات"، في إشارة إلى تصريح وزير الحرب، يوآف غالانت، كما نشرت ذا تايمز في تقريرها.
وتراجعت بي بي سي عن وصف المتظاهرين المتضامنين مع فلسطين بـ"داعمي حماس"، وسط انتقادات لسياستها الإعلامية.
اضف تعليق