في خطوة أثارت انتباه الرأي العام الأميركي، ظهر الرئيس السابق دونالد ترامب، يوم الأربعاء، وهو يقود شاحنة لجمع القمامة في موقف رمزي، مستغلاً زلة لسان الرئيس جو بايدن الذي وصف مؤيدي ترامب بـ"القمامة"، ما دفع نائبته كامالا هاريس إلى بذل جهود حثيثة للابتعاد عن هذه التصريحات، وكان ترامب سريعاً في استثمار هذه الزلة عبر ظهوره بجوار شاحنة عليها شعار "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، واصفاً موقف بايدن وهاريس بالاستعلاء تجاه الأميركيين.
وخلال تجمع انتخابي في غرين باي بولاية ويسكونسن، سخر ترامب قائلاً: "هل تعجبكم شاحنة القمامة الخاصة بي؟ إنها إهداء لجو بايدن وكامالا هاريس".
وأضاف: "لا يمكن لشخص يكره الشعب الأميركي أن يكون رئيساً"، في إشارة إلى الانتقادات اللاذعة التي وجهها إلى خصومه، بينما سارعت هاريس، المرشحة الديمقراطية، إلى طمأنة ناخبيها عبر تصريحات تركز على الوحدة، مؤكدة "اختلافها بشدة" مع انتقاد أي شخص على أساس تصويته، وشددت على ضرورة "طي صفحة" ترامب وتوحيد الصفوف.
وفيما أشعل تعليق بايدن جدلاً واسعاً بين الجمهوريين والديمقراطيين، نشر "مشروع لينكولن" مقطعاً تم التحقق منه أظهر ترامب في تجمع سابق يشير إلى "القمامة المحيطة" بنائبة الرئيس، مما أضاف بُعداً إضافياً إلى النقاش حول الخطاب الانتخابي ومستوى الانقسام السياسي.
تزامنت هذه التطورات مع ارتفاع غير مسبوق في أعداد الناخبين المبكرين، حيث تجاوزت الأصوات المبكرة 57 مليوناً، ويسعى كلا المرشحين لجذب الناخبين في الولايات المتأرجحة التي قد تحسم السباق الرئاسي، وسط سباق انتخابي يُوصف بالأكثر احتداماً منذ سنوات.
وفي هذا السياق، أعلنت كامالا هاريس عن خطط لزيارة ولايات كارولاينا الشمالية وبنسلفانيا وويسكونسن، مشددة في خطاب لها بولاية ويسكونسن على أن "الناس يريدون أن يتوقف تبادل الاتهامات... حان وقت التكاتف كأمة تنهض وتسقط معاً".
وبينما لم يتراجع ترامب عن مزاعمه بشأن "الغش" الانتخابي، أشار إلى "مخالفات محدودة" أكدتها السلطات الانتخابية كأدلة على تلاعب واسع النطاق، رغم تأكيد الجهات الرسمية على نزاهة العمليات الانتخابية.
ويعتقد ترامب، الذي يواجه اتهامات جنائية تتعلق بانتخابات 2016، أن خسارته قد تكون دليلاً على تلاعب في النتائج، مشيراً إلى ضرورة التحلي "بالحيطة" وسط مخاوف من تكرار الفوضى التي رافقت انتخابات 2020.
وجاءت هذه الأحداث في وقت أعلن فيه الحاكم الجمهوري السابق لولاية كاليفورنيا، أرنولد شوارزنيغر، دعمه للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، مبرراً ذلك بتصاعد "غضبه" من سياسات ترامب، ورأى شوارزنيغر في دعم هاريس تعبيراً عن "واجبه كأميركي" بعيداً عن الالتزامات الحزبية، داعياً الجمهوريين إلى التفكير في تبعات استمرار ترامب على رأس الحزب.
م.ال
اضف تعليق