أظهرت نتائج التصويت على بقاء المملكة المتحدة ضمن الاتحاد الأوروبي إلى تفوق التيار الداعي للخروج بنسبة 51.89 في المائة في حين نال التيار المطالب بالبقاء على نسبة 48.11 في المائة.
وبلغ عدد المصوتين على الخروج 17.410.742 مليون شخص، في حين بلغ عدد المصوتين للبقاء بالاتحاد الأوروبي 16.141.241 مليونا.
وفي الوقت الذي يتخوف منه مراقبون من تأثير "الدومينو" على باقي الدول الأوروبية بعد ظهور نتائج التصويت البريطاني، طالب مارين لي بين، زعيمة التيار الوطني الفرنسي اليميني بالمطالبة بإجراء تصويت في بلادها على غرار التصويت البريطاني، وهو التوجه ذاته الذي طالب فيه زعيم حزب الحرية الهولندي، غريت ويلدرز.
وشارك في هذا الاستفتاء 46.5 مليون بريطاني وسجلت مقاطعة لنكولنشاير في انجلترا أكبر نسبة من المصوّتين داخل بريطانيا على خيار الخروج من الاتحاد الأوروبي، بنسبة 76 في المائة.
وعلى خلفية التصويت على خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي، يلتقي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الملكة البريطانية إليزابيث اليوم الجمعة في أعقاب إعلانه الاستقالة من منصبه بعد أن أيد البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء يوم الخميس.
وقال المتحدث باسم الملكة إن كاميرون موجود في قصر بكنجهام من أجل الاجتماع.
من جهته قال فيليب هاموند، وزير الخارجية البريطاني، إن العالم سيصبح أقل أمنا بقليل دون دور بريطانيا الأكبر كعضو في الاتحاد الأوروبي، وذلك في تصريح يأتي على خلفية نتائج التصويت واختيار البريطانيين خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي.
وتابع هاموند الذي كان أحد الداعين للبقاء في الاتحاد الأوروبي، في مقابلة صحفية "نحن بحاجة الأن إلى يد ثابته ورئيس الوزراء (ديفيد كاميرون) هو الشخص المناسب لذلك،" لافتا إلى أن "بريطانيا ستبقى صديقة أمريكا إلا أنها ستكون أقل أهمية بقليل بالنسبة للرئيس الأمريكي".
وأضاف هاموند: "إن الناس مستاؤون من التغييرات التي جاءت كنتيجة للعولمة".
وفي سياق ردود الافعال الاوروبية قال رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي اليوم الجمعة إنه يتعين إصلاح الاتحاد الأوروبي بعد تأييد البريطانيين لخروج بلدهم منه على أن ينصب التركيز على النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل والاندماج بشكل أكبر في حين وصف نظيره السويدي ستيفان لوفين نتيجة الاستفتاء بأنها "نداء للاستيقاظ".
وقال راخوي في مؤتمر صحفي "الآن وبعد أن تمكنا أخيرا من الخروج من الأزمة الاقتصادية علينا أن نحول تركيز الاتحاد الأوروبي صوب احتياجات شعوبه الأساسية مع التشديد على النمو والبطالة".
وأضاف أن خروج بريطانيا "يجب أن يدفع جميع الدول الأعضاء إلى التفكير في كيفية تعزيز قوتنا أكثر من أي وقت مضى لاستعادة الروح المعنوية الأصلية التي كانت وراء المشروع الأوروبي واستعادة اهتمام مواطنينا به وتعاطفهم معه وميلهم إليه".
وشدد راخوي على أن بلاده ستبقى ملتزمة بالمشروع الأوروبي أيا كانت نتيجة الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في إسبانيا يوم الأحد.
وفي ستوكهولم قال لوفين في مؤتمر صحفي إن تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد "نداء لاستيقاظ" التكتل الذي بات عليه أن يظهر لدوله الأعضاء أنه قادر على تلبية توقعات شعوبها.
وقالت وزيرة المالية السويدية ماجدالينا أندرسون في نفس المؤتمر إن بنوك السويد -ذات التعامل المباشر الصغير نسبيا مع بريطانيا-استعدت بشكل جيد للتعامل مع تبعات خروج لندن من الاتحاد.
بدوره قال الرئيس السويسري يوهان شنايدر أمان اليوم الجمعة إن محادثات سويسرا مع بروكسل بشأن الحد من الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي تعقدت بسبب تصويت بريطانيا لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي لكنها لا تزال أولوية وطنية.
وقال شنايدر أمان خلال مؤتمر صحفي "أبدى الاتحاد الأوروبي استعدادا لتكثيف المناقشات بعد الاستفتاء على خروج بريطانيا من التكتل. في الوقت ذاته من الواضح أن التوصل إلى حل لم يعد أسهل بانسحاب المملكة المتحدة".
وكان وزير الخارجية السويسري ديديه بوركهالتر حذر هذا الشهر من أن محاولة سويسرا إقناع شركاء الاتحاد الأوروبي السماح لها بالحد من الهجرة قد تفشل إذا صوت البريطانيون لصالح الانسحاب.
في السياق نفسه قال قال نور الدين جانيكلي نائب رئيس وزراء تركيا اليوم الجمعة إن تصويت بريطانيا لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي يمثل بداية تفكك التكتل.
وكتب جانيكلي على تويتر "عملية تفكك الاتحاد الأوروبي بدأت. بريطانيا كانت أول من قفز من السفينة".
وقوضت حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وصعود اليمين الشعبوي في أوروبا آمال تركيا في الانضمام للاتحاد. وكانت أنقرة تشعر بالإحباط بالفعل بسبب بطء وتيرة المفاوضات المستمرة منذ عقد للانضمام للتكتل.
من جانبه قال زيجمار جابرييل وزير الاقتصاد الألماني اليوم الجمعة، إن قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي ليس نهاية أوروبا لكن يتعين على بروكسل أن تنظر إلى النتيجة كإشارة تحذيرية ونداء عاجل لإصلاح التكتل.
وقال جابرييل في مؤتمر صحفي في برلين "إن التصويت على خروج بريطانيا لا يعني نهاية أوروبا لكنه بمثابة إشارة تحذيرية" مضيفا أن أوروبا تحتاج إلى بداية جديدة لكن الوقت غير مناسب للنقاش بشأن المؤسسات الأوروبية.
غير أن جابرييل الذي يتزعم الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني اعتبر أن تصويت غالبية الشباب البريطانيين لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي هو علامة أمل.
اما الكرملين فأكد اليوم الجمعة، إن روسيا ترغب في بقاء الاتحاد الأوروبي كقوة اقتصادية كبيرة وذلك بعد تصويت بريطانيا لصالح الخروج من عضوية الاتحاد.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحفي عبر الهاتف "موسكو تريد أن يبقى الاتحاد الأوروبي قوة اقتصادية كبيرة تتمتع بالازدهار والاستقرار و(بأوضاع) قابلة للتنبؤ".
وأضاف "لدينا عبء ثقيل جدا من العلاقات الصعبة مع بريطانيا العظمى".
وفي فرنسا قال مصدر في الرئاسة إن الحكومة ستعقد اجتماعا طارئا الساعة 1600 بالتوقيت بالمحلي (1400 بتوقيت جرينتش) لمناقشة تداعيات تصويت بريطانيا لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.
وفي سياق ردود الافعال ايضا، رفضت رئيسة وزراء أيرلندا الشمالية أرلين فوستر اليوم الجمعة دعوة من نائبها القومي لإجراء استفتاء على الوحدة الأيرلندية ووصفتها بأنها دعوة "انتهازية".
وكان مارتن مكجينيس نائب رئيسة الوزراء قد قال في وقت سابق اليوم الجمعة إن الحكومة البريطانية عليها "التزام ديمقراطي" بالدعوة للتصويت بشأن خروج أيرلندا الشمالية من المملكة المتحدة بعد أيد البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وتابع "الحكومة البريطانية ليس لديها الآن أي تفويض ديمقراطي بتمثيل وجهات نظر الشمال في أي مفاوضات مستقبلية مع الاتحاد الأوروبي وأعتقد أن هناك التزاما ديمقراطيا بإجراء استفتاء حدودي".
من جانبها قالت فوستر زعيمة الحزب الوحدوي الديمقراطي المؤيد للمملكة المتحدة لراديو أولستر "من المستحيل حتى لو أجرينا استفتاء حدوديا أن تكون النتيجة لصالح أيرلندا موحدة".
"نتمنى أن يسود فهم للحاجة لوجود علاقات جيدة مع بلدنا في ظل هذا الواقع الجديد".
وقال جابرييل "من المهم أن يبقى التواصل بين الشباب في بريطانيا وباقي أعضاء الاتحاد الأوروبي".
وأضاف "علينا ألا نرفع الجسر المتحرك مع بريطانيا حاليا.. لا شيء يدوم إلى الأبد".
وفي سياق منفصل أعلن جابرييل أنه لن يسافر إلى موسكو لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أعقاب نتائج التصويت البريطاني.
أما من جانب حلف شمال الاطلسي فقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج اليوم الجمعة إن مكان بريطانيا في الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة لن يتغير رغم قرار البريطانيين الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.
وقال ستولتنبرج "أعرف أن وضع المملكة المتحدة في حلف شمال الأطلسي سيظل بلا تغيير. ستظل المملكة المتحدة حليفا قويا وملتزما داخل الحلف وستواصل لعب دورها القيادي في تحالفنا".
ويعمل الحلف على توطيد علاقاته بالاتحاد الأوروبي وحث بريطانيا على البقاء في التكتل. وقال ستولتنبرج إن الحلف سيواصل السعي لتوطيد علاقاته بالاتحاد الأوروبي.
اما دونالد ترامب المرشح الاكثر حظوة في الانتخابات الامريكية فعلّق على تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي بالقول إن البريطانيين "استعادوا زمام الأمور في بلادهم".
وجاء تصريح ترامب أثناء تواجده في اسكتلندا لافتتاح منتجع جولف يملكه هناك.
وقال ترامب قبل التصويت إنه يميل إلى خيار الخروج من الاتحاد الأوروبي.
المصادر: (رويترز، سي ان ان)
اضف تعليق