قال مسؤولون في إيران إن الصحفية الإيطالية سيسيليا سالا تم إطلاق سراحها بعد وقت قصير من لقاء إيلون ماسك بالسفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، كما تم إطلاق سراح مهندس إيراني كانت السلطات الإيطالية قد احتجزته بناءً على طلب من الولايات المتحدة، وقد تم ذلك في وقت حساس، حيث جرت مفاوضات بين إيران وإيطاليا بشأن تبادل السجناء.

وفي ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، تم اعتقال الصحفية الإيطالية سيسيليا سالا في إيران، مما أثار قلق صديقها في إيطاليا، الذي كان يخشى أن تظل في السجن لسنوات، ومع دخول المفاوضات بين إيران وإيطاليا مرحلة متقدمة، قرر صديقها أن يسعى للحصول على مساعدة من شخصية مؤثرة قد تكون قادرة على التأثير في القضية قال انه "إيلون ماسك".

الجدير بالذكر، أن ماسك، الذي كان قد أسس علاقات مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في ذلك الوقت، التقى في نوفمبر/تشرين الثاني مع السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة في محاولة لتخفيف التوترات بين طهران وواشنطن.

وقد أشار المسؤولون الإيرانيون إلى أن ماسك تواصل مع السفير الإيراني أمير سعيد إيرفاني، الذي أكد أن الملياردير ساعد في تسهيل إطلاق سراح الصحفية سيسيليا سالا.

إلى جانب ذلك، تم إطلاق سراح المهندس الإيراني محمد عابديني نجف آبادي، الذي كانت السلطات الإيطالية قد احتجزته بناءً على طلب من وزارة العدل الأمريكية، وعُرف عن عابديني تورطه في توفير مواد لطائرات بدون طيار تم استخدامها في الهجوم على قاعدة عسكرية أمريكية أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.

فيما يتعلق بدور ماسك، قال المسؤولون الإيطاليون، إن الحكومة الأمريكية لم تكن على علم بالصفقة ولم يتم استشارتها بشأن المفاوضات، ورفضت وزارة الخارجية الإيطالية التعليق على الموضوع.

وفي تصريح أدلى به جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، قال إن "الصفقة كانت قرارًا إيطاليًا من الألف إلى الياء" ولا علاقة للولايات المتحدة بها.

ورغم ذلك، فإن المراقبين السياسيين أشاروا إلى أن عملية تبادل السجناء بين إيران وإيطاليا قد تطورت بشكل سريع، في وقت كان فيه ماسك على علاقة متينة مع رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، التي كانت قد التقت ماسك في منتجع "مار إيه لاغو" الخاص بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ومن المتوقع أن تكون هذه اللقاءات قد أسهمت في تطور العملية.

وأضافت السيدة ميلوني، التي تحدثت في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، أن الإفراج عن السيدة سالا كان نتيجة "عمل دبلوماسي معقد مع إيران، وبالتأكيد أيضًا مع الولايات المتحدة الأمريكية"، مع ذلك، لم تُدلِ ميلوني بأي تفاصيل عن دور ماسك في هذا الشأن، حيث قالت إنها لا تعرف إذا كان له دور في عملية الإفراج.

أما سيسيليا سالا، فقد تحدثت عن ظروف احتجازها القاسية في سجن إيفين بطهران، مشيرة إلى أنها كانت محروماً من الاتصال بالعالم الخارجي لفترات طويلة، وكانت تتعرض للاستجواب المستمر.

وقالت إنها كانت تخشى أن تصاب بالجنون بسبب العزلة والصعوبات التي مرّت بها خلال فترة اعتقالها.

وفي المقابل، أكدت مصادر إيرانية أن الإفراج عن سيسيليا سالا كان نتيجة "التعاون الثنائي والجهود المنسقة بين القطاعين السياسي والاستخباراتي في إيران وإيطاليا".

ورفضت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة التعليق على التواصل بين ماسك والسفير الإيراني.

من جانبه، صرح دبلوماسي إيطالي سابق أن إطلاق سراح السجناء قد يكون قد تم نتيجة تفاهم ضمني بين ترامب وميلوني، وهو ما قد يفسر التسارع في إجراء تبادل السجناء بين إيران وإيطاليا. وأشار فرديناندو نيللي فيروسي إلى أن هذا التفاهم قد يضمن عدم مواجهة إيطاليا أي مشاكل كبيرة في حال إطلاق سراح المهندس الإيراني عابديني.

 

المصدر: نيويورك تايمز

ترجمة: وكالة النبأ

م.ال


اضف تعليق