مع تسارع التحول العالمي نحو مصادر الطاقة المتجددة، تبرز تحديات جديدة تتعلق بتخزين الكهرباء الناتجة عن مصادر متقطعة مثل الشمس والرياح.

وفي ظل تزايد الطلب على الطاقة وضرورة توفيرها بشكل مستمر، تظهر تقنية "بطاريات الجاذبية" كحل حيوي للحفاظ على استقرار الشبكات الكهربائية.

مفهوم بطاريات الجاذبية

تعتمد بطاريات الجاذبية على مبدأ الطاقة الكامنة. فعند وجود فائض من الطاقة المتجددة، تُستخدم هذه الطاقة لرفع كتل ثقيلة إلى ارتفاع معين، مما يخزن الطاقة في شكل طاقة وضع.

وعندما تكون هناك حاجة إلى الكهرباء، تُترك هذه الكتل لتنخفض، ويتم تحويل طاقتها الحركية إلى كهرباء بواسطة مولدات أو توربينات.

تُعتبر هذه التقنية أكثر استدامة من البطاريات الكيميائية التقليدية، حيث لا تتعرض للتدهور مع مرور الوقت طالما أن الأجزاء الميكانيكية تعمل بكفاءة.

مشاريع رائدة في مجال بطاريات الجاذبية

مشروع رودونغ في الصين: في سبتمبر 2023، أعلنت شركة "تشاينا تيانيينغ غروب" عن إكمال أول نظام تجاري لتخزين الطاقة بالجاذبية على نطاق الشبكة في العالم.

وتم تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع شركة "ستيت غريد كورب أوف تشاينا"، مشغل شبكة الكهرباء الرئيسي في الصين.

ويُعتبر هذا النظام خطوة مهمة نحو تعزيز استقرار الشبكة الكهربائية باستخدام تقنيات تخزين مبتكرة.

مشروع "إنرجي فولت": طورت شركة "إنرجي فولت" نظامًا مبتكرًا لتخزين الطاقة باستخدام الجاذبية، حيث يعتمد على رفع وخفض كتل خرسانية عملاقة لتخزين وإطلاق الطاقة بشكل فعال.

هذا النظام المكعب الشكل يعد بتحويل مفهوم الطاقة المتجددة، وقد أثار اهتمامًا عالميًا بفضل كفاءته واستدامته.

التحديات والفرص المستقبلية

على الرغم من الإمكانيات الواعدة لتقنية بطاريات الجاذبية، إلا أنها تواجه بعض التحديات، مثل التكلفة الأولية الكبيرة والتآكل الميكانيكي للأجزاء المتحركة على المدى الطويل.

ومع ذلك، يشير المدافعون عن هذه التقنية إلى أن الصيانة الدورية لهذه الأنظمة أسهل مقارنة بتحديات إعادة تدوير البطاريات الكيميائية.

كما أن استخدام البنية التحتية القائمة، مثل ناطحات السحاب أو المناجم المهجورة، يمكن أن يقلل من التكاليف الرأسمالية ويزيد من جدوى هذه المشاريع.

ومع استمرار العالم في البحث عن حلول مستدامة لتخزين الطاقة المتجددة، تبرز بطاريات الجاذبية كخيار مبتكر وواعد. وبفضل المشاريع الرائدة والتطورات التقنية المستمرة، قد تصبح هذه التقنية عنصرًا أساسيًا في مستقبل أنظمة الطاقة العالمية، مما يساهم في تحقيق استقرار الشبكات الكهربائية وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.


المصدر:وكالات

اضف تعليق