حذر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، من تأثيرات مرتقبة لانفجارات شمسية قوية قد تصل حرارتها إلى الأرض يومي الجمعة والسبت، مؤكدًا أنها قد تؤثر على الإنسان، والأقمار الصناعية، والإنترنت، وعدد من الأجهزة الحيوية.

وفي تصريحات لموقع "العربية.نت" وقناة "الحدث"، أوضح شراقي أن نشاط الشمس دخل مرحلته القصوى ضمن دورتها الخامسة والعشرين التي بدأت عام 2019 وتستمر 11 عامًا، مضيفًا أن الذروة تحدث عادة في منتصف الدورة، أي خلال عامي 2024 و2025.

وأشار الخبير المصري إلى، أن قوة الانفجارات الشمسية تُقاس بخمس درجات تصاعدية هي: A وB وC وM وX، باستخدام مقياس لوغاريتمي مشابه لقياس شدة الزلازل، حيث تكون درجة B أقوى بعشر مرات من A، وC أقوى بمئة مرة، أما درجة X فهي الأعلى، وتوازي قوتها نحو مليار قنبلة هيدروجينية.

وبحسب شراقي، فقد تم رصد انفجار شمسي من الفئة X مساء الثلاثاء في الساعة الثامنة بتوقيت القاهرة، وهو يعادل في قوته مليار قنبلة هيدروجينية.

وتبع ذلك يوم الأربعاء رصد أربعة انفجارات إضافية، من بينها انفجار شديد بقوة X2.7، وهو الأقوى خلال العام الحالي، إلى جانب ثلاث انفجارات من الفئة M.

وأوضح، أن هذه الانفجارات تتسبب في انبعاث كتل شمسية مقذوفة (CME) بسرعة تبلغ نحو 1000 كيلومتر في الثانية، ما يجعلها تصل إلى الأرض خلال فترة تتراوح بين يوم وعدة أيام، بعد أن تقطع مسافة تُقدّر بـ150 مليون كيلومتر بين الشمس وكوكبنا.

وتوقع شراقي أن تصل تأثيرات انفجار الثلاثاء إلى الأرض يوم الجمعة، بينما تصل آثار انفجارات الأربعاء يوم السبت، ما قد يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة لتلامس 45 درجة مئوية في بعض المناطق، مع احتمال استمرار الأثر حتى يوم الأحد، تبعًا لاستمرار النشاط الشمسي.

كما حذر من الأثر الكبير لهذه الانفجارات على التقنيات الحديثة، مشيرًا إلى أنها قد تسبب اضطرابات في أنظمة الاتصالات اللاسلكية، واحتمالات سقوط أقمار صناعية، وتعطّل أنظمة الملاحة الجوية والبحرية، بالإضافة إلى تأثير محتمل على محطات توليد الكهرباء، وأجهزة الكمبيوتر والخوادم (servers)، مما يهدد بتعطل خدمات الإنترنت.

أما على مستوى التأثيرات البشرية، فقد ترتبط هذه الظاهرة الفلكية بآثار جانبية تتعلق بالمزاج، والقلق، واضطراب النشاط الهرموني، وفقًا لما أفاد به الخبير المصري.

ويُشار إلى أنه في ديسمبر الماضي، سجل العالم سلسلة من الأعطال في بعض خدمات الاتصالات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، من بينها منصات "فيسبوك" و"إنستغرام" و"واتساب" التابعة لشركة "ميتا"، بالإضافة إلى خدمة "شات جي بي تي" من شركة "OpenAI"، حيث تعطلت لفترات تجاوزت أربع ساعات. ورجّحت تقارير آنذاك أن تكون العواصف الشمسية أحد الأسباب المحتملة وراء تلك الانقطاعات المفاجئة التي أثرت على المستخدمين في عدد من دول العالم.

وتبقى أعين الخبراء والمراقبين موجهة نحو الشمس في الأيام القادمة، ترقبًا لأي تطورات جديدة قد تطرأ على هذا النشاط الفلكي الاستثنائي.

م.ال

اضف تعليق