تشهد الولايات المتحدة تسارعاً كبيراً في استخدام التكنولوجيا، مما أدى إلى زيادة كبيرة في الطلب على الطاقة، وتتجه شركات التكنولوجيا نحو حلول مبتكرة مثل الطاقة النووية لتلبية هذا الطلب، خاصة مع تزايد الحاجة إلى الكهرباء لتشغيل مراكز البيانات التي تدعم الذكاء الاصطناعي (AI) وغيرها من التقنيات الحديثة.

حوالي ثلث محطات الطاقة النووية في الولايات المتحدة تجري مناقشات مع شركات التكنولوجيا لتوفير الكهرباء لمراكز البيانات، وفقًا لموقع "Oil Price، هذا التوجه يعكس تحولا في التصور العام للطاقة النووية كخيار نظيف وموثوق. يُتوقع أن ترتفع قدرة الطاقة النووية الأمريكية بشكل كبير في العقود المقبلة، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من استراتيجية الطاقة المستقبلية للولايات المتحدة.

أبرمت العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى صفقات مع شركات الطاقة النووية لتأمين الطاقة النظيفة اللازمة لتشغيل تقنياتهم، ويتوقع أن يتضاعف الطلب العالمي على الكهرباء بحلول عام 2050، مما يزيد من الضغط لتلبية هذا الطلب باستخدام مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة. جون كيتشوم، الرئيس التنفيذي لشركة NextEra Energy، صرح بأن الطلب على الطاقة المتجددة سيتضاعف ثلاث مرات في السنوات السبع المقبلة بسبب زيادة استخدام الذكاء الاصطناعي.

تواجه شركات التكنولوجيا تحديًا كبيرًا في تلبية احتياجات الطاقة الضخمة لمراكز البيانات التي تتطلب نماذج الذكاء الاصطناعي الأكبر حجما المزيد من الكهرباء، تشير التقديرات إلى أن مراكز البيانات تشكل حاليًا حوالي 2% من استهلاك الطاقة العالمي، ومن المتوقع أن تساهم بحوالي ربع إجمالي استخدام الطاقة في الولايات المتحدة بحلول عام 2030.

استثمرت شركات التكنولوجيا بكثافة في طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وتبحث الآن عن مصادر بديلة للطاقة النظيفة مثل الطاقة النووية،  في عام 2021، استثمر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، نحو 375 مليون دولار في شركة Helion Energy الناشئة في مجال الاندماج النووي، كما وقعت مايكروسوفت صفقة لشراء الطاقة من Helion ابتداءً من عام 2028.

رغم ذلك، يواجه إطلاق مشاريع الطاقة النووية الجديدة تحديات كبيرة، بما في ذلك الروتين التنظيمي ومعارضة بعض المرافق، على سبيل المثال، رفضت اللجنة التنظيمية النووية الفيدرالية (FERC) طلب شركة Oklo لتصميم مشروع "أورورا" في أيداهو، مما يعكس صعوبة الحصول على الدعم التنظيمي.

تشير التوقعات إلى أن بعض مراكز البيانات قد تتطلب 1 جيجاوات أو أكثر من الطاقة، مما يقارب السعة الإجمالية لمفاعل نووي في الولايات المتحدة، تقترح بعض شركات التكنولوجيا ربط مراكز البيانات مباشرة بالمحطات النووية لتقليل العبء على الشبكة، لكن العديد من المرافق تعارض هذه الخطط.

تسعى شركات التكنولوجيا إلى استثمار مكثف في شركات الطاقة النووية لتأمين الطاقة النظيفة اللازمة لتشغيل مراكز البيانات الخاصة بها، ومع ذلك، فإن القيود التنظيمية ومعارضة المرافق تحد من تطوير المشاريع الجديدة، مما يجعل اللجنة التنظيمية النووية الفيدرالية (FERC) تلعب دورًا حاسمًا في مستقبل الطاقة النووية في الولايات المتحدة.


م.ال

اضف تعليق