حذرت دراسة علمية حديثة من أن أكثر من نصف الأنهار الجليدية في العالم مهددة بالاختفاء بحلول نهاية القرن الحالي، نتيجة لتأثيرات تغير المناخ.

وأجرى البحث فريق من العلماء من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ وجامعة بروكسل الحرة، باستخدام نماذج حاسوبية لدراسة تأثير تغير المناخ على حوالي 200 ألف نهر جليدي حول العالم.

وأوضح الباحثون أن الأنهار الجليدية في جبال الألب الأوروبية ستكون من بين الأكثر تأثراً، مع توقع فقدان أكثر من 75% من كتلتها. أما المناطق القطبية، مثل أيسلندا والقطب الشمالي الكندي، فستواجه أيضاً خسائر كبيرة، لكنها ستتمكن من الحفاظ على جزء من جليدها حتى نهاية القرن.

ذوبان الأنهار الجليدية سيترك تأثيرات بيئية كارثية، منها تغيرات جذرية في المشهد الطبيعي وإعادة رسم الحدود الجغرافية بين الدول. وأشار الباحثون إلى مثال حديث يتعلق بتغيير الحدود بين إيطاليا وسويسرا نتيجة لذوبان الأنهار الجليدية.

وأكد البروفيسور هاري زيكولاري، عالم الجليد بجامعة بروكسل، أن الأنهار الجليدية تلعب دوراً حيوياً في توفير المياه والطاقة، إلى جانب تأثيرها على السياحة والمخاطر الطبيعية. كما أن ذوبانها يسهم في ارتفاع مستويات سطح البحر، ما يزيد من خطر الفيضانات في المدن الساحلية.

وتساهم الأنهار الجليدية في عكس أشعة الشمس بسبب لونها الأبيض، لكن مع ذوبانها وانكشاف الصخور والنباتات، يتم امتصاص المزيد من الطاقة الشمسية، مما يزيد من ظاهرة الاحترار العالمي.

وأشار الباحثون إلى أن انبعاثات الغازات الدفيئة منذ الثورة الصناعية أدت إلى تسارع ذوبان الأنهار الجليدية بشكل غير مسبوق.

نُشرت نتائج الدراسة في مجلة The Cryosphere، وحذرت من وجود "عدم يقين" في التنبؤات المستقبلية، لكنها أكدت أن النتائج تتماشى مع الدراسات السابقة حول تأثير ارتفاع مستوى سطح البحر وتغيرات الأنهار التي تعتمد على الجليد.

واختتم الفريق البحثي بالتأكيد على ضرورة فهم تأثيرات ذوبان الأنهار الجليدية لتقليل الآثار الكارثية المحتملة على البيئة والمجتمعات البشرية.

م.ال

اضف تعليق