يتساءل الكثيرون عن سبب اختفاء الشعر من معظم أجزاء جسم الإنسان وتركزه في مناطق معينة فقط. الإجابة على هذا السؤال قد تكون غير متوقعة، حيث يشير العديد من العلماء إلى عدة تفسيرات تاريخية وبيولوجية لهذا الظاهرة.

أحد التفسيرات الرئيسية يشير إلى أن البشر في العصور البدائية كانوا يعانون من الطفيليات مثل القمل والقراد والذباب، والتي كانت تلتصق بالشعر وتسبب أمراضاً، نتيجة لهذا، بدأ البشر في التخلص من الشعر تدريجياً كوسيلة للتقليل من هذه المشكلات الصحية.

تفسير آخر يعزو اختفاء الشعر إلى اختراع الملابس منذ حوالي 70 ألف عام، فمع توفر الملابس لحماية الجسم من العوامل الخارجية، لم يعد الشعر في الجسم ذو أهمية كبيرة للحماية من البرد أو أشعة الشمس.

بالإضافة إلى ذلك، يشير البعض إلى أن الإنسان قد اكتسب النار واستخدامها في التدفئة في مراحل مبكرة من تطوره، ما ساعد على تقليل الحاجة إلى الشعر في الجسم.

ومع ذلك، لا يعني ذلك أن الشعر اختفى تماماً من أجسام البشر، على العكس، أصبح الشعر في معظم مناطق الجسم خفيفاً ورقيقاً، وله فوائد هامة. فالشعيرات الدقيقة التي تغطي الجسم تعمل بمثابة نظام عصبي دقيق يساعد على الإحساس باللمسات الدقيقة، وتنظيم درجة حرارة الجسم، كما تساهم في تصفية الجلد من البكتيريا.

أما بالنسبة لمناطق الشعر الكثيف مثل الرأس والمناطق الحميمة وتحت الإبطين، فيرى العلماء أن هذه المناطق لا تزال تحتفظ بالشعر بسبب دورها في الإشارة إلى الجاذبية الجنسية، حيث ينمو الشعر في مناطق تحتوي على غدد تفرز روائح تساعد على جذب الجنس الآخر. كما أن شعر الرأس يساعد في الحماية من الحرارة الزائدة في الطقس الحار، ويحفظ الجسم من البرودة في الأوقات الباردة.

م.ال

اضف تعليق