ناقش مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية ورقة فكرية في ملتقاه الشهري بمشاركة مجموعة من الباحثين والأكاديميين، ضمن فعاليات ملتقى النبأ الأسبوعي في كربلاء المقدسة، تناول فيها موضوع (دور الدبلوماسية الدينية في حل الأزمات).
وقال الباحث في المركز قحطان حسين طاهر، ان المرجعية الدينية تمتلك درجة كبيرة وواضحة من التأثير على أفكار وسلوك أفراد المجتمع وخصوصا في المجتمعات المتديّنة، ولا يخفى وجود حاجة إنسانية ماسة للدين سابقا وحاضرا ومستقبلا وكما يقول الفيلسوف والمؤرخ الفرنسي أرنست رينان (ت1892م): "من المستحيل أن تتلاشى الرغبة في الدين، أو تمحى من النفس الإنسانيّة، بل إنّها خالدة وسوف تبقى إلى الأبد".
واضاف، ان المرجعيات الدينية محل الثقة وذات المقبولية تمثل البوابة التي يدخل منها الفرد للدين فإنها ستبقى مالكة للاحترام والحضور والتأثير لدى فئات واسعة من طبقات المجتمع.
من جانبه قال حيدر الاجودي باحث في مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية، ان "للمؤسسة الدينية صلة وثيقة بحياة الإنسان، تشاركه أفراحه وأحزانه ومختلف أوجه حياته، فإن للخطاب الديني تأثيره الخاص على سلوك الجمهور من حيث أفكاره ومعتقداته، هو الأمر الذي يعني ضرورة التزام المؤسسات الدينية بدورها المجتمعي إزاء أزمة معينة تطرأ على الساحة المجتمعية أو السياسية أو الثقافية فضلا عن الدينية، من حيث القيام بعدد من الممارسات التي تشترك مع مؤسسات أخرى تكون ساندة لها كمنظمات المجتمع المدني من اجل مواجهة خطورة الأزمة ودفع آثارها المتوقعة".
وأضاف، أن المؤسسة الدينية تهتم ببعث رسائل سلام وطمأنينة ونشرها بين المجتمع، حتى يتجاوز حالة الخوف والهلع، ويعود للمجتمع سلامهم الداخلي والتفكير الهادئ الموضوعي الذي يمكنهم من التعامل بجدية مع تداعيات الأزمة المطروحة، وهذا الأمر لا يتم إلا بعد أن يحصن رجال المؤسسة الدينية أنفسهم أولا بالتوعية بمسؤولياتهم نحو تحصين الآخرين، وحماية أنفسهم فكريا ومعرفة ما وراء الحدث لكي يسهل عليهم حماية المجتمع.
اضف تعليق