أَحيا مكتب المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في مدينة كربلاء المقدسة الذكرى الحادية والعشرين لرحيل الإمام المجدِّد السيد محمد الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته بحضور العلماء والفضلاء وطلبة علوم أَهل البيت عليهم السلام والمؤمنين.
برنامج الإحياء أقيم ليلة الاثنين الثلاثين من شهر رمضان العظيم 1443 هجرية، وقد استهل بتلاوة قرآنية مباركة تلاها المقرئ الحاج مصطفى الصراف، ومن ثم أَلقى فضيلة الشيخ مرتضى معاش كلمة افتتحها بقوله تبارك وتعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا). سورة مَريم، الآية: 96.
فعقَّب مبيناً اسباب إحياء المناسبة وفي مقدمتها ان الإمام الراحل قدس سره ملك قلوب المؤمنين فلا تنفك تذكره، فهو مصداق للآية المباركة حيث جعل الله حبه وودَّه في قلوب المؤمنين.
فلكل من التقى به او تعلم عنده او سمع منه او قرأ له اثر عميق في ذاكرته، ومنهم من تغيرت حياته جذريا بسبب كلمة او نصيحة او موعظة سمعها منه فبقيت راسخة في قلبه.
بعد ذلك تحدث حول جوانب من حياة صاحب الذكرى قدس سره مؤكداً أنه أستثمر حياته بشكل مذهل وهائل ففي كلِّ لحظة وثانيةً كان له عمل جبار، اما بنفسه أَو عبر التوجيه أَو تحريض الآخرين عليه مع المتابعة الحثيثة من قبله، فكان الراحل قدس سره مباركاً في عمره بأَحسن الاعمال واسعها وأكثرها.
فقد كانت حياته امتدادا من البركات في العلم والفكر والتربية والمؤسسات ما لا تستطيع ان تحققه دول فكيف استطاع شخص واحد ان يحقق كل ذلك الخير والتراث والصالحات.
وأشار الى بعض أسباب البركة في حياة الامام الشيرازي، منها صدقه مع الله سبحانه وتعالى الذي فتح له أبواب الخير والفهم والوعي والفكر النير. لذلك كانت تحليلاته دقيقة وتنبؤاته المستقبلية متحققة، لان الصدق يجعله فاهما لعالم الأسباب والمسببات. والصدق مع الناس جعله مصدر ثقة وايمان وولاء، فالصدق هو الذي يحقق الولاء والانتماء. وصدقه مع نفسه جعل ثابتا على المبادئ لم تغريه المغريات ولم تخدعه المبررات.
وفي الإخلاص لله سبحانه تعالى جعل قلبه وعمله نقيا صالحا ورسخ اليقين في قلبه، لم يتلون بالملوثات والشك والترديد والوساوس الدنيوية.
اما الزهد فقد كان من اهم الأسباب في توفيقاته، لانه كان يرى ان الأشياء والماديات تعيق عمل وعلم وتقدم الانسان، والبساطة تجعل الحياة سهلة خفيفة المؤونة، فالزهد يقود نحو تحقيق الأهداف السامية، وعدمه يجعله يقع في المغريات الدنيوية. وكان يعتقد ان الزهد مفتاح لتقدم الأمم والسعادة والتعقيد المادي يؤدي الى شقائها.
واختتم كلامه بان من توفيقات الامام الشيرازي هو التأسي برسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) وكان يرى ان سيرة رسول الله المنهج الذي يفتح للامة التقدم والازدهار.
بعد ذلك أقيم مجلس عزاء حيث ارتقى المنبر المبارك الخطيب الحسيني الشيخ جواد الإبراهيمي، ليعقب ذلك ندوة مفتوحة حول ابرز صفات الإمام الراحل حيث ألقى الفضلاء كلمات وجيزة حول ذكرياتهم مع الإمام الراحل قدس سره.
اضف تعليق