مع حلول شهر رمضان المبارك، يواجه المواطن العراقي تحديات اقتصادية متزايدة، حيث شهدت الأسواق المحلية ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار المواد الغذائية الأساسية، فيما يعزى هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، منها تقلبات سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار الأمريكي، واستغلال بعض التجار لزيادة الطلب خلال الشهر الفضيل.
ووفقًا لتقارير محلية، ارتفعت أسعار الطحين والزيت والسكر في بعض المحافظات بنسبة تجاوزت 25%، بالإضافة إلى زيادة أسعار اللحوم نتيجة تفشي الحمى القلاعية بين المواشي. ما تسبب بإثارة قلق المواطنين، خاصة ذوي الدخل المحدود، الذين يجدون أنفسهم أمام تحديات كبيرة لتأمين احتياجاتهم الأساسية خلال الشهر الكريم.
المواطن ضياء محمد أشار إلى، أن "الأسعار مرتفعة والسبب هو المستورد وليس البائع لأنه المسؤول عن ارتفاع الأسعار".
من جانبها، أوضحت المواطنة سارة إسماعيل، أن "مشكلة تتكرر في كل مناسبة وخصوصًا شهر رمضان؛ اضطراب أسعار السوق وارتفاعها لأسباب عدة منها المضاربات والجشع وغيرها، ورغم ذلك لازالت العائلة العراقية تحاول التمسك بزمام الأمور وتتبضع كي لا تفوت الأجواء الرمضانية".
وفي مواجهة هذه التحديات، أعلنت وزارة التجارة عن اتخاذ إجراءات استباقية للسيطرة على السوق ومنع ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
المتحدث باسم الوزارة، محمد حنون، صرح بأن الوزارة أطلقت مفردات البطاقة التموينية قبل بدء الشهر المبارك، بالإضافة إلى إطلاق السلة الرمضانية للعوائل المتعففة والمشمولة بنظام شبكة الرعاية الاجتماعية.
وأضاف حنون، أن "هناك دورًا رقابيًا كبيرًا من خلال التنسيق مع وزارة الداخلية للسيطرة على الأسعار، مع وجود فرق رقابية جوالة لمراقبة ارتفاع الأسعار"، ورغم هذه الجهود، يبقى التحدي الأكبر في تطبيق هذه الإجراءات على أرض الواقع وضمان التزام التجار بالأسعار المحددة.
المواطن نوفل صادق أعرب عن استيائه قائلاً: "بصورة عامة نحن البلد الوحيد الذي حين يأتي شهر رمضان ترتفع أسعار المواد الغذائية ولا نعلم متى تضع الدولة حلاً لهذه الظاهرة".
من جانبه، حذر المختص في الشؤون الاقتصادية، أحمد التميمي، من وجود بعض التجار الجشعين الذين يستغلون زيادة الطلب لرفع الأسعار.
ودعا التميمي الجهات الرقابية المختصة في وزارة الداخلية ووزارة التجارة إلى متابعة الأسعار في الأسواق بشكل يومي لمنع أي تلاعب بالأسعار ورفع بعض المواد الغذائية التي يكون عليها طلب كبير خلال شهر رمضان، مؤكدًا أن هذا الأمر يبعث رسائل اطمئنان إلى المواطنين.
وفي ظل هذه الظروف، يحرص العراقيون على إحياء أجواء رمضان بفرح من خلال اتباع استراتيجيات مختلفة للتكيف مع غلاء الأسعار.
فرح غانم، ربة بيت، أشارت إلى، أنها تشتري الاحتياجات تدريجيًا، وأهمها الأساسية لصنع المخبوزات والحلوى والعصائر داخل المنزل، مما يساعدها على توفير الكثير من المال.
وأضافت، أن "شهر رمضان لا يعني فقط تجهيز ما يتعلق بالمائدة، بل أيضًا الزينة لتجميل المنزل بالمواد العطرية والبخور، لإضفاء أجواء رمضانية روحانية داخل المنزل".
وفي ظل هذه التحديات، تبقى آمال المواطنين معلّقة بتحقيق استقرار حقيقي في الأسواق، كي يكون شهر رمضان مناسبة للروحانية والتكافل الاجتماعي بعيدًا عن الضغوط الاقتصادية.
المصدر: وكالة النبأ الاخبارية + وكالات
م.ال
اضف تعليق