تعاون عراقي يعمل العراق مع الكويت على مشروع مشترك يهدف إلى الحد من العواصف الترابية والرملية التي زادت وتيرتها وحدتها خلال العامين الماضيين، باعتبارها إحدى المشاكل البيئية في العراق، بالإضافة إلى الجفاف، في أول تعاون من نوعه بين البلدين منذ عقود.
ونقلت صحيفة "الصباح" الرسمية، اليوم الأحد، عن مسؤول في وزارة الزراعة قوله عن وجود "تعاون بين العراق والكويت في أحد المشاريع جنوبي العراق لمعالجة الكثبان الرملية والحد من زحفها وتأثيرها بإثارة العواصف الرملية والغبارية". ويرتبط العراق والكويت بحدود تتجاوز 200 كيلومتر، وهي محاذية لمحافظة البصرة على مياه الخليج العربي أقصى جنوبي العراق.
ووفقاً لمدير الغابات والتصحر في وزارة الزراعة العراقية، بسام كنعان عبد الجبار، فإن المشروع العراقي الكويتي، يستهدف الحد من التأثيرات السلبية للعواصف والعمل على التقليل منها. وأضاف أن "العراق متعاون بشكل جاد في مجال العواصف والتصحر مع العديد من المنظمات الدولية كبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، والبرنامج البيئي للأمم المتحدة، لإيجاد صيغة تعاون للحد من التأثيرات السلبية لهذه العواصف".
وقال إن "مكافحة التصحر تتطلب جهداً وطنياً من قبل جميع الوزارات والمؤسسات للتقليل من الآثار السلبية لهذه الظاهرة التي تسببت بازدياد العواصف الغبارية والرملية، والتي بدأت تؤثر بشكل كبير في حياة المواطن الاقتصادية والاجتماعية وفي الواقع الصحي".
وتحدث المسؤول العراقي عن رعاية وتأهيل 11 غابة منتشرة في بعض محافظات العراق كواسط وبغداد ونينوى وكركوك، ضمن إجراءات تهدف إلى خلق مصدات طبيعية للعواصف. ولم يكشف المسؤول العراقي عن طبيعة المشروع المستهدف بين العراق والكويت والذي سيكون الأول من نوعه منذ عقود، لكن الناشط البيئي رياض الريحاني في البصرة، قال إنه عبارة عن زراعة أحزمة خضراء وتثبيت الكثبان الرملية والسيطرة عليها.
وأضاف الريحاني، أن الكويت والبصرة على وجه التحديد يتأثران بتغير المناخ بشكل أكبر من أي موقع آخر بالعراق. لذلك، فإن مسألة العواصف الترابية والغبارية التي كبدت الجانبين خسائر مالية ومشاكل بيئية ضخمة، "تعتبر أولوية تعاون"، معتبراً أن "البدء ببناء أحزمة خضراء وتثبيت الكثبان بالطرق العلمية التي تمنع تحركها مع الرياح العالية، هي أبرز ما سيتضمنه المشروع".
وشهد العراق خلال العامين الماضيين ارتفاعاً كبيراً بوتيرة العواصف الترابية، ما تسبب بأزمات بيئية وصحية واقتصادية. وأعلنت وزارة الصحة العراقية في بيانات متفاوتة هذا العام، عن دخول آلاف المواطنين إلى المستشفيات للعلاج من الاختناق نتيجة العواصف، خصوصاً مرضى الربو. كما سجل العام الماضي أكثر من 110 أيام مغبرة، وفقاً لتصريحات سابقة لمسؤولين في وزارة البيئة العراقية. ويأتي ذلك نتيجة الجفاف، وتراجع المساحات الخضراء في العراق، وزيادة التصحر في مختلف محافظات العراق.
وتعتبر محافظات البصرة والمثنى وميسان والأنبار أبرز مدن البلاد التي تعاني من ظاهرة العواصف الترابية والغبارية. ومطلع العام الحالي، أطلقت الحكومة العراقية مبادرات للحد من الظاهرة، أبرزها مشروع لزراعة مليون شجرة للحد من التصحر، غير أن التنفيذ بقي ضعيفاً وعشوائياً، في وقت يطالب متخصصون بأن تكون الحملة من خلال زراعة أحزمة خضراء حول المدن، ووقف التجريف الجائر للبساتين، والاستعانة بزراعة الأشجار العالية التي لا تُكلف الكثير من الرعاية أو المياه.
اضف تعليق