في الوقت الذي يواجه فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان انتقاداتٍ من البلدان الغربية على خلفية القتل الوحشي للصحفي السعودي جمال خاشقجي، يُشكِّل الأمير السعودي الشاب تحالفاتٍ جديدة. فأمس الجمعة 22 فبراير/شباط، وصل ولي العهد إلى الصين، الدولة الأخرى المتهمة بالسلطوية، لمقابلة المسؤولين. كان في استقباله نائب رئيس الوزراء الصيني هان تشنغ، ووقَّع اتفاقياتٍ كبرى مع بكين تتعلق بإنتاج الطاقة والصناعات الكيماوية.
وبحسب مجلة Newsweek الأمريكية، فقد بدا الأمير السعودي أثناء الزيارة يدافع عن استخدام الصين معسكرات تلقين المسلمين. فنقل التلفزيون الصيني عن ولي العهد قوله: "لدى الصين الحق في القيام بأعمال مكافحة الإرهاب ومنع التطرُّف حفاظاً على أمنها القومي".
واحتجزت الصين ما يُقدَّر بمليون مسلم إيغوري في معسكرات اعتقال، وهناك يخضعون لبرامج إعادة تثقيف يُزعَم أنَّها تهدف لمحاربة التطرف. وأفادت تقارير لمنظمات دولية وحقوق الإنسان بتعرض المسلمين هناك لسياسات قمعية، ما أدى لحالات وفيات في معسكرات التلقين، الأمر الذي يثير الشكوك بشأن وجود انتهاكات بدنية ونفسية، وكذلك بشأن الضغط الذي تفرضه الظروف السيئة والاكتظاظ والاعتقال غير محدد الأجل.
والإيغور هم مجموعة إثنية تركية تعتنق الإسلام وتعيش في غرب الصين ومناطق من آسيا الوسطى. وتتهم بكين الإيغور في إقليم شين جيانغ الواقع غرب البلاد بدعم الإرهاب، وتفرض نظام مراقبة عليهم. ويُزعَم أيضاً أنَّ ملايين المسلمين يُجبرون على دراسة المذهب الشيوعي في المعسكرات.
وادَّعت الصين أنَّ المعسكرات هي مدارس للتدريب المهني. ودعت المجموعات الإيغورية محمد بن سلمان لاستخدام زيارته الرسمية للضغط على الصين في قضية معسكرات الاعتقال، فلطالما كانت السعودية تقليدياً مُدافِعة عن حقوق المسلمين في مختلف أنحاء العالم. فقال الناشط في مجال حقوق الإيغور عبدالغني سبيط في تغريدة على حسابه بتويتر: "محمد بن سلمان في الصين، هل سيُثير محنة مسلمي الإيغور في تركستان الشرقية".
وترى المجلة الأمريكية أنه في ظل قيادة ولي العهد الشاب للمملكة باتت قيادة البلاد أكثر براغماتية في سعيها لتحقيق مصالح سياستها الخارجية. فعلى سبيل المثال، أفادت تقارير ببدء السعودية إقامة علاقات أوثق مع إسرائيل على الرغم من الشكاوى المستمرة من المجموعات الحقوقية بشأن معاملة الأخيرة للفلسطينيين.
ويهدف التحالف المبدئي لتهميش إيران، العدوة المشتركة للسعودية وإسرائيل. وكان مقتل جمال خاشقجي، الكاتب بصحيفة The Washington Post الأمريكية، داخل القنصلية السعودية في تركيا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي قد تسبَّب في عزل السعودية دولياً. وخلُص مجتمع الاستخبارات الأمريكي إلى أنَّ محمد بن سلمان كان مسؤولاً عن تدبير عملية القتل.
اضف تعليق