اعداد: إخلاص داود
بالرغم من الإمكانيات الاقتصادية المتاحة للبلد الذي يعد من أغنى بلدان العالم بما يحتويه من كميات نفطية هائلة وثروات أخرى، فشلت الحكومة في حل جميع مشاكل العراق الكبيرة منها والصغيرة نتيجة السياسات الخاطئة و المحاصصة والفساد الإداري.
وخريجي الجامعات العراقية الذين اغلبهم لم يحصلوا على تعيين في مجال اختصاصهم او مجال آخر تعتبر من أكثر المشاكل خطورة بسبب الأعداد الهائلة من الخريجين الجدد الذين لا يجدون أي فرصة عمل تعوضهم سنوات الدراسة والتعب والجهد ويبدؤون حياتهم بها .
ففي سنة 2014 أشارت تقديرات وزارة التخطيط العراقية أن نسبة البطالة في العراق بلغت 35 %، من بينها 14 % نسبة الخريجين العاطلين عن العمل،
وذكرت وكالة (USAID ) الأمريكية في تقريرها الخاص سنة 2017 حول (الباحثين عن أعمال في العراق )، أن أفواج العاطلين عن العمل أصبحت مقلقة في ظل أنواع البطالة التي تضرب حركة العمل في عموم البلاد، والإشكالات التي تعمق من أزمة بطالة الخريجين تتلخص في عدم وجود ملائمة بين مخرجات التعليم في العراق ومتطلبات سوق العمل الإشكالية الثابتة، و معدل المجموع الكلي للخرجين يصل إلى (565357) خريجا يسقطون في مضاحل البطالة.
وأعلن الخبير الاقتصادي "باسم جميل أنطوان" ، 2018، إن الجامعات والمعاهد العراقية تخرج سنوياً 600 ألف شاب، لا يجدون أي فرصة للعمل في الدولة، فيما بين إن قرابة الـ30 ألف مشروع شبه متوقف في القطاع الخاص.
وأكد أنطوان، إن "الخطة الخمسية من 2018-2022 تضمنت تشغيل 50% من العمالة في العراق، إلا أن القطاع الخاص بحاجة للدعم من أجل تشغيل هذه النسبة، حيث أن إنعاش القطاع المذكور بحاجة إلى إرادة سياسية وفهم سوق العمل، إذ يتوجب أن تعرف الحكومة ما يحتاج سوق العمل".
وبين أنطوان أن "نظام وقانون العقود موجود ولكن لا يوجد أحد يلتزم به، وعلى الدولة أن تكون قوية وتجبر القطاع الخاص على إبرام عقود مع العاملين لضمان حقوقهم الوظيفية والتقاعدية".
فيما أكد النائب السابق رحيم الدراجي،أمس الأول، إن الجامعات العراقية تخرّج سنويا أكثر من 10 ألاف طالب وطالبة دون أن تتوفر لهم وظائف او فرص عمل ويكون مصيرهم البطالة.
وقال الدراجي، إن "أكثر شريحة تعاني الظلم والحرمان في المجتمع العراقي هي شريحة الطلبة، وحتى دورها في صنع القرار السياسي بات مغيباً الى ابعد الحدود".
وبين البرلماني السابق، إن "هناك تراكمية بأعداد الطلبة العاطلين عن العمل ونسبتهم في تزايد مستمر سنويا ويتجهون الى البطالة مباشرة دون وظائف او فرص للتعيين".
يتخرج سنوياً من الجامعات ألاف الطلاب دون توفير درجات وظيفية لهم بالدولة مما أسهم بتفاقم المشكلة وارتفاع نسبة بطالة الخريجين يرافقها تزايد احتجاجات ومظاهرات الخريجين مطالبين باستحقاقاتهم. انتهى/ ع
اضف تعليق