يعتبرالارهاب منهج لاهدفي وعشوائي الذي يعبر عن الوحشية والقلق والخوف تجاه الاخرين بما فيه الدين والسياسة من قبل منظمات ارهابية اجرامية تفرض قوانينيها بشكل اجباري على المقابل
وبسبب التعقيدات الطائفية اصبح معناه غامض وغير مفهوم يلجا اليها لفرض اطماعه بشكل او باخر ولزرع الضعف في النفوس.
ومن اكثر المشكلات التي تواجه الدول الاوروبية هي مشكلة تسلل الارهاب، والتى تسعى دوما على حفظ الأمن والاستقرار، إضافة إلى مشكلة تسلل المهاجرين الغير شرعيين والتى تمثل كارثة بالنسبة لهم، وهو ما يدفع إلى ظهور إجراءات جديدة لإحكام القبضة على البلاد التى تشترك مع بعضها فى الحدود.
إن حادثة نيوزيلندا التي ظلت ردود الفعل القادمة من الغرب تجاه الإرهابي الأسترالي في المسجد مجرد ظاهرة صوتية تواكب رد فعل العالم الغاضب وتظل حادثة مبنية على فكر أصولي لم يكن وليد اللحظة بقدر ما كان ثقافة وتعبئة ملأت الإعلام والشارع، ولعل المجرم السفاح فوت الفرصة على الإعلام الغربي وقادة الغرب عندما دون ٦٣ صفحة بين فيها دوافع جريمته.
إن إرهاب أوروبا أخطر من إرهاب "داعش" من دون شك، فـ "داعش" اليوم محاصر في منطقة جغرافية تحت نظر التقنية العسكرية الغربية من السماء والأرض وعلى مرمى قاذفاتها وصواريخها وأقمارها الاصطناعية، أما الارهاب في الغرب فقد أصبح اليوم أكثر قوة من أي وقت مضى، وبدأ يستمد شرعيته وعلى العلن من اليمين المتطرف الذي يصوت له الشارع الأوروبي.
وذكرت وكالة الأنباء الهولندية، اليوم الاثنين، أن ثلاثة اشخاص وتسعة جرحى قتلوا في عملية إطلاق النار على ترامواي في مدينة أوتريخت الهولندية الواقعة في وسط البلاد. وتحدثت الشرطة عن احتمال وجود "دافع إرهابي" وراء هذا الاعتداء، فيما لايزال منفذ الهجوم في حالة فرار.
كذلك رفعت هولندا مستوى التهديد الإرهابي إلى أعلى درجة في أوتريخت وكثفت قوات الأمن إجراءاتها في المطارات وغيرها من منشآت البنية الأساسية. كما كثفت السلطات الأمن حول المساجد.
وتشتهر أوتريخت، رابع أكبر مدينة هولندية، بقنواتها المائية الرائعة ووجود عدد كبير من الطلاب فيها. وحوادث إطلاق النار نادرة في أوتريخت مثلما هو الحال في باقي أنحاء هولندا.
وتسعى بروكسل من خلال اقتراح الموازنة الجديدة للأعوام الممتدة ما بين 2021 و2027 إلى تعزيز القطاعين الأمنى والدفاعى على حساب قطاعات أخرى، وذلك عبر زيادة تمويل البرامج المتعلقة بالهجرة وبطلبات اللجوء وبحماية الحدود الأوروبية.
وتأتى تلك الخطوة على الرغم من انخفاض نسبة المهاجرين الذين وصلوا بطريقة غير شرعية إلى الشواطئ الأوروبية بنسبة 63% خلال العام الماضى، ولكن لا تزال المفوضية الأوروبية ترى أن مسألة الهجرة ستمثل أحد التحديات التى سيواجهها الاتحاد فى العقود المقبلة.
وبحسب تقارير اوروبية، سافر من السويد 300 متطرف إلى سوريا والعراق، بينما عاد منهم ما يقرب من نصفهم، فيما عاد إلى النمسا 50 متطرفا من أصل 300 ذهبوا للمشاركة فى القتال بسوريا والعراق، وعاد إلى هولندا 45 متطرفا من أصل 280، بينما عاد إلى بلجيكا 120 من أصل 278. فيما التحق من إسبانيا والدنمارك والنرويج وإيطاليا وفنلندا مجتمعة حوالى 635 شخصا بالتنظيمات المتطرفة، عاد منهم 212 شخصا.
وفي النهاية، لا يمكن للعالم أن يسود فيه التسامح والتعايش الذي نسمع عنه ولا نراه طالما بقي الفكر والثقافة العدائية سائدة في العالم عامة ولدى الغرب خاصة، الذين ما زالت القوانين لديهم تحمي الإرهابيين وتوفر لهم اللجوء والرعاية والحصانة.
اضف تعليق