اعتمدت إسرائيل في عملياتها العسكرية واحتلالها لمزيد من الأراضي العربية المحيطة بفلسطين على رؤى وتوجهات إستراتيجية وضعتها الحركة الصهيونية، استهدفت من خلالها احتلال الأراضي العربية ومن ثم العمل على تهويدها.
والجولان هي هضبة تقع في بلاد الشام وقعت الهضبة بكاملها ضمن حدود سورية، ولكن في حرب 1967 احتل الجيش الإسرائيلي ثلثين من مساحتها
وطمع الإسرائيليون بهضبة الجولان لأنهم يرون أهمية كبيرة في السيطرة عليها لما تتمتع به من موقع استراتيجي. فبمجرد الوقوف على سفح الهضبة، يستطيع الناظر تغطية الشمال الشرقي من فلسطين المحتلة، إسرائيل اليوم، بالعين المجردة بفضل ارتفاعها النسبي. وكذلك الأمر بالنسبة لسورية، فالمرتفعات تكشف الأراضي السورية أيضاً حتى أطراف العاصمة دمشق. أقامت إسرائيل محطات إنذار عسكرية في المواقع الأكثر ارتفاعاً في شمالي الهضبة لمراقبة تحركات الجيش السوري.
وما زال أغلبية أهل الجولان يرفضون الجنسية الإسرائيلية وبعضهم يذهبون إلى سوريا للتعلم في جامعاتها.
وفي هذا السياق كانت عملية التوسع الإسرائيلية في يونيو/حزيران 1967، حيث تمّ احتلال هضبة الجولان السورية التي تعتبر إستراتيجية في مستويات مختلفة لدى الإستراتيجيين والحكومت الإسرائيلية المتعاقبة منذ عام 1948.
واعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، "بسيادة" إسرائيل على الجولان السوري المحتل، وذلك عقب مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي شكر ترامب واصفا إياه بأفضل صديق عرفته إسرائيل.
وقال الرئيس الأميركي إن أي اتفاق سلام في المستقبل يجب أن يحفظ "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من أي تهديدات"، سواء من سوريا أو إيران، وأضاف أن التحالف بين واشنطن وتل أبيب "غير قابل للتفكيك، ولم يكن قط أقوى مما هو عليه الآن".
من جانبه، أشاد نتنياهو كثيرا بخطوة ترامب، وقال إن الأخير "نفذ كل تعهداته، سواء بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، أو بفرض عقوبات صارمة على طهران، أو بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والآن بسيادة إسرائيل على الجولان".
وأضاف رئيس وزراء إسرائيل –الذي اختصر زيارته لأميركا بسبب إطلاق صاروخ على شمال تل أبيب- إن الإعلان الأميركي "الجريء" بشأن الجولان يأتي في وقت تحاول فيه إيران إقامة قواعد بسوريا لاستهداف إسرائيل.
وأشار إلى أن تل أبيب سيطرت على هضبة الجولان لضمان أمنها وصد أي هجمات من سوريا، وقال إن هذه الهضبة المرتفعة "أثبتت سنة 1973 أنها قادرة على امتصاص الهجوم الذي شن يومها ضدنا".
من جهته انتقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي، مايك بومبيو، عزم الولايات المتحدة على الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
وقال لافروف إن توجه واشنطن إلى الاعتراف بإسرائيلية الجولان “يقود إلى انتهاك سافر للقانون الدولي ويعرقل تسوية الأزمة السورية ويزيد الوضع في الشرق الأوسط تأزما”.
جاء ذلك قبل نحو ساعة من توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرسوما يعترف به بسيادة اسرائيل على الجولان السوري المحتل.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، برر ترامب قرار الاعتراف بانتماء الجولان لإسرائيل بحقها “في الدفاع عن نفسها” بما في ذلك من أي هجوم إيراني محتمل من الأراضي السورية.
وصفت وزارة الخارجية والمغتربين السورية، اليوم الاثنين، القرار بأنه اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وأضافت "الرئيس الأمريكي أقدم على الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل إلى كيان الاحتلال الصهيوني".
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين، تأكيده أن القرار يجسد التحالف العضوي بين الولايات المتحدة وإسرائيل في العداء المستحكم للأمة العربية، مضيفا "هذا التحالف يجعل من الولايات المتحدة العدو الرئيس للعرب من خلال الدعم اللامحدود والحماية، التي تقدمها الإدارات الأمريكية المتعاقبة للكيان الإسرائيلي الغاصب".
وقال المصدر "قرار ترامب يمثل أعلى درجات الازدراء للشرعية الدولية، وصفعة مهينة للمجتمع الدولي"، مشيرا إلى أنه يفقد الأمم المتحدة مكانتها ومصداقيتها من خلال الانتهاك الأمريكي السافر لقراراتها بخصوص الجولان السوري المحتل وخاصة القرار 497 لعام 1981، الذي يؤكد الوضع القانوني للجولان السوري "أرضا محتلة"، ويرفض قرار الضم لكيان الاحتلال الإسرائيلي ويعتبره باطلا ولا أثرا قانونيا له.
ولفتت (سانا) إلى قول المصدر "ترامب لا يملك الحق والأهلية القانونية لتشريع الاحتلال واغتصاب أراضي الغير بالقوة"، مضيفا: "هذه السياسة العدوانية الأمريكية تجعل من المنطقة والعالم عرضة لكل الأخطار".
وتابع "هذا الأمر يكرس نهجا في العلاقات الدولية ويجعل السلم والاستقرار والأمن في العالم في مهب الريح".
واصدر النظام السوري، يوم الجمعة 22 مارس، بيانا يندد فيه الاعتراف الامريكي بقوله: هذا "الموقف الأمريكي تجاه الجولان السوري المحتل، يعبر بكل وضوح عن ازدراء الولايات المتحدة للشرعية الدولية، وانتهاكها السافر لقراراتها وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981، الذي صوت عليه أعضاء المجلس بالإجماع بمن فيهم الولايات المتحدة، الذي يرفض بشكل مطلق قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته التعسفية بخصوص الجولان، ويعده باطلا ولاغيا ولا أثر قانونيا له".
وتابع: "لقد أصبح جليا للمجتمع الدولي، أن الولايات المتحدة بسياساتها الرعناء التي تحكمها عقلية الهيمنة والغطرسة، باتت تمثل العامل الأساسي في توتير الأوضاع على الساحة الدولية، وتهديد السلم والاستقرار الدوليين".
علقت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، اليوم الاثنين، على اعتراف الحكومة الاميركية لإسرائيل بـ"السيادة الكاملة" على هضبة الجولان السوري المحتل، منذ عام 1967.
وقال عضو اللجنة علي الغانمي، في حديث صحفي، إن "توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعترافا بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السور المحتل، مضر بالأمن العربي القومي والإسلامي"، مبينا أن "هذه القرارات ليست بالمستغربة من قبل ترامب، الذي اعترف قبل فترة باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل".
وأضاف الغانمي، ان "فترة حكم ترامب يعتبر العصر الذهبي بالنسبة لاسرائيل، فهي تحصل على كل ما تريد من خلال دعم امريكا لها"، مؤكدا أن "الشعب العراقي والبرلمان والحكومة، سيكون لهم موقف رافض لهذا الاعتراف".
ودعا عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية جميع الشعوب العربية والاسلامية لـ"الوقوف بوجه التمدد الاسرائيلي في المنطقة"، محذرا من "سعي تل أبيب الى شن المزيد من الحروب والدمار في المنطقة".
وأثار أعلان الرئيس الأمريكي، الأسبوع الماضي، عزمه على الاعتراف بسيادة إسرائيل على المرتفعات، انتقادات واسعة في العالم، فيما أكدت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي تمسكهما باعتبار المرتفعات أراضي محتلة من قبل إسرائيل منذ حرب 1967.
وفي وقت لاحق، قالت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، إن خطوة ترامب من شأنها أن تقود إلى تصعيد جديد للتوتر في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضحت المتحدة أن خطورة خطوات كهذه تنبع من كونها تتخذ خارج الحق القانوني وتتجاهل كل الأعراف الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي".
من هذا كله نلخص اني هذا الاعتراف سيكون لمصلحة ترامب اولاً قبل اسرائيل ومع هذه الانتقادات العديدة فلن تمحو الاعتراف ولن تؤثر فيه على الرغم من رفض الجميع باعتبار واشنطن ترى ارادتها فوق كل شيئ واصبحت هي الرابح الوحيد والخاسر الاول بهذه اللعبة هي سوريا.
اضف تعليق