إخلاص داود
منذ سنوات يعاني العراق من انخفاض معدلات الأمطار في فصل الشتاء مع ارتفاع درجات الحرارة الكبير في فصل الصيف يرافقها تزايد أعداد السدود المنفذة في دول الجوار المسيطرة على أعالي نهري دجلة والفرات مما أدى إلى انخفاض مناسيب المياه، وعلى الرغم من التحذيرات والمخاوف الرسمية من تعرض البلاد إلى جفاف غير مسبوق استمرت أزمة المياه واهمال السدود ونواظم المياه من قبل الحكومة.
ومراقبون كانوا يشجعون على بناء السدود يروا إن حالات الشح والجفاف هي مؤشر نحو أهمية وفوائد السدود وان دورة الفيضانات سوف تعود. وإذا ما حدثت الفيضانات فان تأثيرها يكون بالغ الخطورة ما لم يكن هناك استعداد لها من خلال بناء السدود فيما يرى آخرون أن طاقة خزن السدود الموجودة تغني عن بناء سدود جديدة.
فقد صرح الخبير العراقي في موارد المياه والتربة عباس الصكب، في وقت سابق "إن العراق فيه طاقة خزن كبيرة للمياه، إلاّ أن المشكلة هي أنه يعاني حاليا من نقص كبير فيها نتيجة بناء تركيا سدودا جديدة على نهر دجلة وقيام سوريا بسحب المليارات من الأمتار المكعبة من أعالي مياه دجلة".
الصكب أكد أن "طاقة خزن السدود الموجودة تغني عن بناء سدود جديدة، وإن مشروع وزارة الموارد المائية ببناء السدود لا يخدم إلاّ منطقة كردستان، حيث إن العراق لديه سدود ضخمة لخزن المياه وبطاقة 112 مليار متر مكعب، وأن سد الثرثار وحده يستطيع خزن 80 مليار متر مكعب، إضافة إلى سد حديثة وسد الموصل ودربندخان ودوكان، وكل هذه السدود تغني عن الحاجة لسدود جديدة.
واشار خبيرالموارد المائية الى، أن ما تتحدث عنه وزارة الموارد المائية من إنشاء سدود جديدة ليس بالأمر الجديد، فمثلا سد بخمة على نهر الزاب الأعلى تم التخطيط لبنائه منذ تسعينيات القرن الماضي ولم يتم إنشاءه".
يذكر ان المشاريع المخطط لها ولم تنفذ لحد الآن أو قيد الإنشاء هي: سد بادوش على نهر دجلة (قيد الإنشاء)، وسد بخمة على نهر الزاب الكبير (قيد الإنشاء)، سد منداوه على نهر الزاب الكبير، سد باكرمان على نهر الخازر، سد خليكان على نهر الخازر، سد طق طق على نهر الزاب الأسفل، سد باسرة على أحد فروع نهر العظيم، سد البغدادي في الرمادي، سد تولساق في ديالى
إنشاء السدود يعتبر ضرورة ملحة لتحقيق الاستفادة القصوى من الأمطار من أجل مشاريع الري و توليد الطاقة الكهربائية وإنتاج الثروة السمكية وتطوير السياحة، والسيطرة على الفيضانات وتصريفها.
خصوصا إن العراق يشهد منذ أيام أمطاراً غزيرة وسيولاً غير مسبوقة منذ عقود، وحالة قوية من عدم الاستقرار الجوي يتوقع أن تؤثر على أجزاء مختلفة من العراق وتنبيه من تشكل السيول وحدوث الفيضانات وقوة العواصف الرعدية، تتركز الحالة في الأجزاء الشمالية والشرقية من البلاد، ولكنها تشمل بتأثيرها أغلب المناطق.
ومن التحذيرات والنصائح التي اطلقت ابان الاضطرابات الجوية، اولا: تشكل السيول وجريان الأودية خاصة في شمال وشرق العراق. وثانيا: كما خطر قوة العواصف الرعدية وحدوث الصواعق.
فيما أعلنت وزارة الموارد المائية إن المخزون المائي لبلاد وادي الرافدين وصل إلى 27 مليار متر مكعب مع توقعها بزيادة هذا المخزون الذي سيؤمن حاجة البلاد من المياه لعامين كاملين. انتهى/ ع
اضف تعليق