حذرت الصحف الأميركية في الأيام الماضية من خلال المقالات والتقارير إضافة إلى دول أوروبية، من خطر الانزلاق إلى مواجهة غير محمودة العواقب بين طهران وواشنطن. فارتأت الإشارة إلى محاذير كثيرة في هذا المجال، مشيرة في غالبيتها إلى عامل أساسي في تدهور الأمور، وهو مستشار الأمن القومي جون بولتون، الذي بدا أنه لا بدّ من التخلّص منه، تفادياً للخطر المحدق.
وصرحت وسائل الإعلام الأميركية ضمن زخم التصعيد الأميركي ــ الإيراني، بما تتجنّب إدارتها النطق به. إنها طبول الحرب، الأمر نفسه الذي لذي نيويورك تايمز وذي واشنطن بوست وبوليتيكو وغيرها من الصحف التي بنت مقالاتها وتقاريرها على إيقاعها التصاعدي، معتقدة أنّ التحذير منها سيؤدي إلى تفادي الخطر المحتوم لاحقاً.
صحف امريكية
وأكدت ذي واشنطن بوست، أن "البيت الأبيض يبني المسار للحرب مع إيران في واشنطن التي أفردت افتتاحيتها أيضاً للتحذير من أننا نتّجه إلى الحرب مع إيران، وعلى ترامب اعتماد مخرج دبلوماسي
وأضافت، إن "المشرّعين من كلا الجانبين اشتكوا من أن البيت الأبيض لم يُطلع الكونغرس بشكل كامل على الوضع الحالي".
وفي نفس السياق، قال الصحافي آدام تايلر الصحيفة ذاتها، إن "المخطّطين العسكريين الأميركيين مدركون تماماً للمخاطر الهائلة من الصراع مع إيران. ولكن ذلك لا يعني أنّ القيادة السياسية الأميركية ستوجّه البلاد بعيداً عن مسارها الصدامي الحالي".
وتابعت ذي واشنطن بوست، ان "إدارة ترامب تصر على أنها لا تريد القتال. ولكن تحرّكات البيت الأبيض توحي بما هو عكس ذلك، مبينة أن الرئيس ومساعديه الكبار يصرّون على أنهم لا يسعون وراء الحرب، ولكن الإجراءات التي تبنّوها الشهر الماضي بما فيها محاولة منع تصدير النفط الإيراني، إضافة إلى الصلب والنحاس وغيرها من المنتجات بدت كأنها قرّبتهم منها بنحو خطير".
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها إلى، ان "الواقع أكثر خطورة، وهو أن ترامب قال إنه مهتم بالتفاوض مع الحكومة الايرانية، ولكن ليس من الواضح ما إذا كان مساعدوه الكبار يوافقون معه على ذلك، وما يوحي بميلهم الشديد إلى القوة أنهم عرضوا سلسلة من المطالب التي يعرفون بأن طهران لن تلبّيها. بل إن على الرئيس سريعاً أن «يكبح جماح مساعديه الصقور، ويتخذ هذا المسار قبل فوات الأوان".
اما صحيفة نيويورك تايمز، ان "الخلاف مع الحلفاء بدأ يظهر الى العلن، عقب تصريح مسؤول بريطاني بانه لا يرى أي خطر متزايد من ايران او الفصائل الحليفة في العراق وسوريا، وقد دفع ذلك القيادة المركزية الأميركية إلى إصدار توبيخ غير عادي، قالت فيه إن الملاحظات من المسؤول البريطاني تعارض التهديدات ذات الصدقية، المتاحة للاستخبارات الأميركية وحلفائها، في ما يتعلق بالقوات المدعومة من إيران في المنطقة".
هذا الخلاف العلني، يسلط الضوء على مشكلة مركزية تعاني منها إدارة ترامب، في الوقت الذي تسعى فيه إلى جمع حلفائها والرأي العام العالمي ضد إيران.
وذكرت نيويورك تايمز، ان "المسؤولين الدفاعيين الإسبان قاموا بسحب فرقاطة إسبانية كانت جزءاً من مجموعة حاملة طائرات تقودها الولايات المتحدة متجهة إلى الخليج الفارسي، بهدف تجنّب الاشتباك في أي صراع مستقبلي مع إيران".
وتابعت الصحيفة، الى "عدم ثقة الأوروبيين بحليفهم الأميركي فيما يتعلق بسياسته الإيرانية، لتصل إلى حقيقة لا يمكن التعامي عنها، وهي أنّ المسؤولين العسكريين والاستخباريين في أوروبا وأيضاً في الولايات المتحدة، يحملون هواجس من أن غالبية التحرّكات العدائية لم تنشأ في طهران، بل في واشنطن، حيث دفع مستشار الأمن القومي جون بولتن، الرئيس دونالد ترامب إلى حشر إيران في الزاوية".
وردد الاعلام الأمريكي، ان "هذا القلق من بولتون، حتى وصل الأمر بالبعض إلى القول إن ترامب يعيش في عالم بولتون، وهو ما ذكره المساعدان السابقان للرئيس باراك أوباما كولين كال وجون وولفثال في صحيفة لوس أنجلس تايمز".
وأكدت مجلة نيوزويك، أن "الطريقة المثلى لتفادي الحرب مع إيران، هي من خلال طرد جون بولتون، هذا الأخير يشير إلى أنه حتى لو أبقت إيران الخيار مفتوحاً أمام النزول عن سلّم التصعيد، فإن الحرب قد تصبح أمراً واقعاً إذا ما أبقى ترامب على بولتون في البيت الأبيض".
وكررت مجلة ذي ناشيونال انترست، ان "هذه هي لحظة الانتصار النهائي للسفير جون بولتون، أو أنها المؤشر على وصول مستشار الأمن القومي إلى اللحظة الأخيرة".
وتابعت المجلة ان مصادر مطلعة، بأن "المستشار المتعثر للأمن القومي يتجه إلى أبواب الخروج، هو أمر غير محسوم ولكن غير مستغرب في إدارة ترامب التي شهدت استقالات وإقالات كثيرة منذ دخوله إلى البيت الأبيض، رغم أنه هو نفسه نفى أن يكون متجهاً لاتخاذ هذا القرار".
وأشارت المجلة الى، ان "بومبيو يبدو خائفاً من حرب فعلية قد تجتاح الكثير من الشرق الأوسط". انتهى/ ف
اضف تعليق