اعداد: إخلاص داود
النبأ للأخبار/ استغلت الحكومة العراقية منخفض الثرثار منذ سنة 1956 لخزن الفائض من مياه دجلة أيام الفيضان عن طريق قناة تحويل تبدأ عند سد سامراء عند مدينة سامراء الذي أنشئ عام 1955 م، وتم ربط المنخفض فيما بعد بنهري دجلة والفرات.
وعندها أصبح بالإمكان إعادة كميات وافية من مياه الري إلى النهرين كلما دعت الحاجة إلى ذلك صيفا.
الجدير بالذكر انه يوجد في العراق خزانات مياه طبيعية أخرى.
ويقع منخفض الثرثار او كما تسمى (بحيرة الثرثار) في العراق شمال غرب محافظة تكريت وشمال محافظة الأنبار، وهو من أكبر المنخفضات الطبيعية في العراق.
ودعت الحاجة لانشأئه من أجل إعادة كميات وافية من مياه الري إلى نهري دجلة والفرات في موسم الصيف.
تتميز البحيرة عن سواها أن مصادر مياهها عراقية بنسبة ما يقارب الـ 95%، وتأتي من الروافد والأنهار الداخلية.
وبحيرة الثرثار التي يقع عليها سد ناظم الثرثار تتسع لخمس وثمانين مليار متر مكعب من المياه، وهذا السد هو ما ينظم دخول المياه وخروجها بين البحيرة ونهري دجلة و الفرات، عبر بواباته الاربع والثلاثين.
ويحظى سد ناظم الثرثار وهو أحد نواظم البحيرة بأهمية استراتيجية، حيث بإمكانه اغراق مساحات شاسعة من الاراضي بالمياه، نظراً لمن يتحكم به، ويقطع المياه عن مناطق واسعة من العراق بما فيها بغداد قد تصل إلى حدّ تجفيفها بمجرد اقفال البوابات وهو امر لجأ إليه مسلحو داعش عام 2015، حين تحكموا بسد النعيمية، ليكون سلاح المياه أحد الأسلحة التي يستخدمها في حربه ضد العراقيين. مسلحو داعش هاجموا السد ونجحوا في الدخول إلى منشآته وسارعوا إلى قتل اكثر من مئة عنصر بينهم ضباط.
وجرت تجاوزات عدة لدول المنبع على حصص العراق المائية من نهري دجلة والفرات والروافد والانهر الطبيعية ادت الى جفاف المسطحات المائية والانهر وانخفاض مستوى المياه في السنوات السابقة الى مستويات غيرة مسبوقة، لذلك اوصى باحثون ومهتمون بالشأن المائي العراقي بقيام مشروع إملاء وتحلية مياه الثرثار، ليكون قاعدة صلدة وحائطا متينا يستند عليه العراق في دفاعه عن وجوده، لإنقاذ نهري دجلة والفرات معاً إذا استمرت وتصاعدت التجاوزات العدوانية التركية و الإيرانية.
المحطة العائمة
من بين الحلول الحيوية والتي تبنتها وزارة الموارد المائية المحطة العائمة وكانت البداية قبل ثلاثة اشهر، وبدأت المرحلة الاولى من مشروع نصب مضخات عائمة وعمودية على بحيرة الثرثار (المحطة العائمة) ايلول 2018 .
ويهدف المشروع الى سحب الخزين الميت من البحيرة والذي يصل الى 40 مليار متر مكعب، عن طريق 21 مضخة، 10 منها تعمل بالديزل، و 11 مضخة تعمل بالطاقة الكهربائية، تقوم هذه المضخات بسحب المياه من البحيرة عبر ممرات، قامت الهيئة العامة لتشغيل مشاريع الري والبزل وهي الجهة المنفذة للمشروع بحفرها، لتوصل المياه الى ناظم الثرثار، ومن ثم الى ناظم التقسيم، والذي يقوم بتوزيع المياه على نهري دجلة و الفرات وتعزيز الاطلاقات المائية المجهزة للنهرين،
وصرح وزير الموارد المائية جمال العادلي الذي زار المشروع ان" هدف هذا المشروع هو تعويض نهري دجلة والفرات بالمياه من خزان العراق الرئيسي والاكبر (خزان الثرثار) عند حصول شحة مائية كما حصل في صيف العام الماضي والذي سبقه، مبيناً ان نسبة الانجاز حتى الان قد وصلت الى 65 % ، مؤكدا أن التصريف الاجمالي للمحطة العائمة يقدر بـ 75 مترا مكعبا في الثانية الواحدة .
وقال المهندس باسم عبد عطية رئيس لجنة الاعمال المدنية في المشروع، ان" المشروع واحد من المشاريع الكبرى التي تعمل عليها وزارة الموارد المائية للاستفادة من خزين البحيرة الميت والمقدر من 40_45 مليار متر مكعب"، لافتا الى أن "انشاء المضخات وبكل مراحلها الكهربائية والميكانيكية بأيدٍ عراقية من مهندسين وكوادر اخرى و التي سيكون دورها (المضخات) هو تعويض ما يكفي من المياه على حوضي دجلة و الفرات في حال نقصانها بسبب الشحة او الازمات المائية حتى لا يتكرر ما حدث في صيف العام الماضي من صعود اللسان الملحي من البحر الى شط العرب و تجاوز البصرة بمسافة بعيدة.
يذكر إن ادارة سدة سامراء وناظم الثرثار بمحافظة صلاح الدين أعلنت عن تسجيل مستويات قياسية في الخزين المائي للعام الجاري بعد موجات مكثفة من الامطار والسيول .
وقال مدير سدة سامراء كريم حسن، أن "بحيرة الثرثار سجلت خزينا مائيا قدره 17 مليار متر مكعب للعام الماضي، الا انها سجلت العام الجاري وبعد موجة الامطار والسيول خزينا مائيا تجاوز الـ 54 مليار متر مكعب".
وأضاف "هذا الخزين المائي يعتبر استراتيجيا بالنسبة لنهر دجلة وللبلد بشكل عام حيث سيخدم مساحات واسعة جدا من الاراضي الزراعية مما ينعكس بالايجاب على تطوير الانتاج المحلي وزيادة كميات المحاصيل الصيفية بمختلف انواعها".
وتبلغ مساحة بحيرة الثرثار 2710 كم2 وبذلك تكون أكبر المنخفضات الطبيعية في العراق، تقع غرب مدينة سامراء وعلى بعد (65) كم شمال غرب بغداد، أنشأت عام 1955 وبدأ عملها الفعلي سنة 1956. انتهى
اضف تعليق