تقارير

تقرير: غزو العراق يفقد مصداقية واشنطن عالميا

قصةأسلحة الدمار الشامل أدت إلى أحداث لا تزال لها تداعياتها العالمية حتى اليوم. ف

نشرت صحيفة بوبليكو الإسبانية، اليوم الثلاثاء، تقريرا تحدثت فيه عن تأثير كذبة أسلحة الدمار الشامل العراقية على مصداقية الولايات المتحدة عالميا.

وقالت الصحيفة في التقرير مترجم تابعته وكالة النبأ، إن "سيناريو غزو العراق الذي أطلقه الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش بدعم من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ورئيس الوزراء الإسباني خوسيه ماريا أثنار، ضمن ما يسمى "الحرب العالمية ضد الإرهاب"، بُني على مزاعم بوجود أسلحة دمار شامل لم يُعثر بتاتا عليها".

وأوضحت الصحيفة، أن "التقارير الاستخباراتية كانت قد حذرت الرئيس بوش من خطورة خوض حرب العراق، خاصة أن الذريعة الرئيسية للغزو، أي امتلاك نظام صدام حسين ترسانة من الأسلحة المدمرة المحظورة عالميا، كانت حجة واهية".

وقد تمكنت الولايات المتحدة وحلفاؤها من الإطاحة بنظام صدام حسين في أقل من شهرين، لكن أسلحة الدمار الشامل لم تظهر أبدا. وقد نشر "مركز النزاهة العامة"، وهي مؤسسة صحفية أمريكية مستقلة، في أوائل سنة 2008، دراسة أوضح فيها أنه بين سنتي 2001 و2003، أصدرت إدارة بوش 935 تصريحا كاذبا بشأن التهديد المزعوم الذي يمثله نظام صدام على الولايات المتحدة.

ومع سقوط بغداد في أيدي القوات الأمريكية وحلفائها في شهر آب/ أغسطس سنة 2003، قام مكتب الاستخبارات والتحقيق التابع لوزارة الخارجية بعملية رصد لـ132 افتتاحية ومقال رأي في عدد من وسائل الإعلام في 45 دولة، بين الثالث والحادي والثلاثين من شهر تموز/ يوليو، وقد وثق استخدام عبارة كذب 41 مرة، واستخدام عبارات أخرى مثل تزييف وتلفيق 20 مرة، في إشارة لما روجته الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بشأن أسلحة الدمار الشامل العراقية. وأشار المكتب إلى أن صحفيين آخرين استخدموا عبارات أقل حدة مثل الخداع أو المبالغة.

وفي وثيقة رُفعت عنها السرية وتمكنت صحيفة بوبليكو من الاطلاع عليها، حذّر المكتب من أن "الاتهامات بالكذب والتضليل تم رصدها في الصفحات الأولى لصحف دول حليفة مثل إسرائيل وكندا والعديد من دول الناتو".

وأضاف المكتب، أن "الصحف الألمانية والفرنسية من مختلف الانتماءات الأيديولوجية اتهمت التحالف بالترويج للحرب عبر الخداع والتشويه واستخدام وثائق ملفقة والكثير من الأكاذيب".

وفي فقرة تضمنها التقرير بعنوان "مصداقية أمريكا على المحك"، أشار مكتب الاستخبارات والتحقيق التابع لوزارة الخارجية إلى، أن "معظم المراقبين في جميع أنحاء العالم يقولون إن مصداقية الرئيس بوش ورئيس الوزراء بلير رهينة قضية أسلحة الدمار الشامل، وأن أي شيء آخر غير اكتشاف هذه الأسلحة سيقوّض مبررات شن الحرب". وفي فقرة أخرى من التقرير، يستخدم مسؤولون من إدارة بوش عبارة مفقود للإشارة إلى عدم العثور على الأسلحة المزعومة.

ورد ذكر قضية أسلحة الدمار الشامل في تقرير استخباري آخر بتاريخ 30 أيار/ مايو 2003، أي بعد نحو شهر من سقوط بغداد.

وأشار التقرير إلى، أن "الصحف ذات الميول اليسارية أشارت بطبيعة الحال إلى عدم وجود أسلحة دمار شامل، وإلى الهجمات الإرهابية الأخيرة في المملكة العربية السعودية والمغرب لإثبات صواب موقفها المناوئ للحرب منذ البداية".

ويقول جوردي أرمادانز، مدير منظمة فوندي باو الكاتالونية، وهي منظمة حقوقية مناهضة للعنف، إن "الولايات المتحدة وحلفاءها استخدموا وثائق وبيانات خاطئة وحقائق مغلوطة وعملا استخباراتيا مخادعا لبناء قصة تبرر حرب العراق، التي نتجت عنها مآس غير مبررة وعواقب وخيمة".

وأضاف، انه "وفي ظل الصدمة التي أعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة، أثار الحديث عن أسلحة الدمار الشامل والإرهاب مخاوف برّرت أي نوع من الإجراءات اللاحقة، مثل غزو العراق وأفغانستان".

من جانبها، تؤكد أولاتس كاتشو، المتحدثة باسم منظمة العفو الدولية في إسبانيا، أن هذه القصة عن أسلحة الدمار الشامل أدت إلى أحداث لا تزال لها تداعياتها العالمية حتى اليوم.

وأضافت، انه "وبشكل عام كانت أغلب الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة ضمن ما يسمى بالحرب على الإرهاب سببا في تراجع حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم".

اضف تعليق