نشرت صحيفة نيويورك تايمز، اليوم الاثنين، وثائق جديدة للبنتاغون تؤكد تورط واشنطن بقتل آلاف القتلى المدنيين بينهم أطفال في ضربات جوية أمريكية في الشرق الأوسط.
وقالت نيويورك تايمز، إن "الحرب الجوية الأمريكية شابتها معلومات استخباراتية فاشلة وعمليات متسرعة وغير دقيقة لإطلاق صواريخ ومقتل آلاف المدنيين بما في ذلك عدد كبير من الأطفال مبينة ان " أي تقرير لم يشر إلى خطأ أو عقوبة تأديبية".
وأضافت، ان "باراك أوباما بوصفه أول رئيس أمريكي يرجح اللجوء إلى ضربات الطائرات المسيّرة لتجنب مقتل جنود أمريكيين حلّ التعتيم والإفلات من العقاب، مبينة ان "التايمز اقامت عدد من الدعاوى القضائية على البنتاغون والقيادة المركزية للجيش الأمريكي سينتكوم للحصول على هذه الوثائق".
وأوضح، ان "الجيش الأمريكي شن أكثر من 50 ألف غارة جوية في أفغانستان وسوريا والعراق، واعترف بقتل 1417 مدنيًّا بالخطأ بغارات جوية في سوريا والعراق منذ 2014، وان العدد الرسمي للمدنيين الذين سقطوا منذ 2018 في أفغانستان هو 188 مدنيًّا".
وحللت الصحيفة الوثائق التي حصلت عليها وتحققت من الوقائع على الأرض ودققت في المعلومات الرسمية بشأن أكثر من 100 موقع تعرض للقصف وبالرغم أن العديد من الوقائع المذكورة كانت معروفة من قبل فقد كشف التحقيق أن عدد الضحايا المدنيين الذين اعترف بهم البنتاغون أقل من الحقيقة بشكل واضح".
وكشفت الوثائق، أن "مدنيين قُتلوا في كثير من الأحيان بسبب ميل إلى التوصل لنتائج تنطبق على ما يعتقد المرء أنه مرجح وفق الصحيفة.
وأضافت، أن "أشخاصًا كانوا يجرون باتجاه موقع تم قصفه اعتُبروا مقاتلين لتنظيم الدولة وليس رجال إنقاذ، واعتُبر راكبو دراجات نارية بسطاء أنهم يتحركون في تشكيل ما يدل على هجوم وشيك".
وافادت وثائق البنتاغون، بأن "4% فقط من الأخطاء في تحديد العدو أدت إلى سقوط مدنيين، لكن التحقيق الميداني الذي أجرته الصحيفة يدل على أن نسبة هذه الحوادث تبلغ 17% سقط خلالها ثلث القتلى والجرحى المدنيين".
وأوضحت الصحيفة، ان "العسكريون الأمريكيون كانوا يعتقدون بأنه لا وجود لمدنيين في منزل كانوا يراقبونه خلال أحد أيام شهر رمضان، بينما كانت عائلات عدة نائمة أثناء النهار في داخله خلال شهر الصوم للاحتماء من الحر".
وساهمت صور رديئة أو عمليات مراقبة لمدة غير كافية في الضربات التي أدت إلى سقوط مدنيين وكبحت محاولات التحقيق، وأكد الجيش الأمريكي صدقية 216 حالة من أصل 1311 درستها الصحيفة.
ورُفضت تقارير متعلقة بسقوط ضحايا مدنيين لأنه، "لم تظهر في مقاطع الفيديو جثث تحت الأنقاض أو لأنها لم تكن طويلة بما يكفي لاستخلاص نتائج.
ومن بين الوقائع الواردة ضربات نفّذتها قوات أمريكية خاصة، 2016 استهدفت ما كان يُعتقد أنها ثلاث مناطق في شمالي سوريا يستخدمها تنظيم الدولة للتحضير لهجماته، لكن الضربات أسفرت عن مقتل 120 مزارعًا وقرويًّا.
و نُفّذت ضربة 2015 بمنطقة الرمادي في العراق، بعد رصد رجل وهو يجرّ غرضا مجهولًا وثقيلًا إلى موقع تابع لتنظيم الدولة، ثم تبيّن في تقرير أُعد بعد مراجعة أن الغرض كان طفلًا قُتل في غارة".
واضطرت الولايات المتحدة إلى، التراجع عن تأكيدها بأن سيارة دمرتها طائرة مسيّرة بأحد شوارع كابول في أغسطس/آب كانت محمّلة بقنابل، إذ تبيّن لاحقًا أن ضحايا الضربة كانوا 10 أفراد من عائلة واحدة".
وأشار التقرير إلى، أن "كثيرًا من المدنيين الذين أصيبوا في ضربات أمريكية وبقوا على قيد الحياة يعانون إعاقات تتطلب علاجًا مكلفًا، وأن أقل من 12 منهم تلقوا تعويضات مالية".
وقال الناطق باسم القيادة المركزية الأمريكية بيل أوربا، ان "بوجود أفضل التقنيات في العالم تحدث أخطاء، إما بسبب معلومات خاطئة أو تفسير خاطئ للمعلومات المتوافرة".
وأضاف، "نبذل أقصى جهودنا لتجنب الإضرار ونحقق في كل القضايا التي تتمتع بصدقية، ونأسف لكل خسارة في أرواح أبرياء".
اضف تعليق