كشف برنامج البيئة للامم المتحدة، اليوم الثلاثاء، بان العراق هو خامس دولة معرضة للخطر في العالم بسبب ارتفاع درجات الحرارة القصوى ونقص المياه.
وشهد مناخ العراق خلال هذه الايام مزيدا من الغبار بسبب تغير المناخ وارتفاع درجة الحرارة.
وسجلت محافظة البصرة في الصيف الماضي أعلى درجة حرارة مسجلة 53.8 درجة مئوية (129 درجة فهرنهايت) من بين أكثر المناطق تضرراً.
واكد المجلس النرويجي للاجئين (NRC)، ان "الجفاف الشديد والحرارة سيؤثران مستقبلا على إنتاج الغذاء ودخل الأشخاص المعتمدين على الزراعة، وتسبب الجفاف الى هجرة فرد واحد من كل 15 عائلة بحثا عن فرصة اقتصادية في أواخر عام 2021".
وتحدث قاسم عبد الواحد في حديث تابعته وكالة النبأ، ان "الزراعة في جنوب العراق كانت مربحة مثل النفط، مبينا ان "مزرعته التي تبلغ مساحتها هكتارًا واحدًا في محافظة البصرة. تنتج ما يكفي لإطعام أسرته المكونة من ثمانية أفراد".
واوضح عبد الواحد، ان "تفاقم درجات الحرارة والجفاف المرتبط بتغير المناخ إلى مقتل 90٪ من محاصيله الشتوية بما في ذلك كل من محصولي البامية والباذنجان".
وقالت امرأة تبلغ من العمر 50 عاما، ان ""قبل بضع سنوات فقط كنت أستطيع الجلوس هنا والاسترخاء. كانت خضراء جدا وجميلة. عندما أنظر إليها الآن واصبحت جرداء، أشعر وكأن أحد أفراد عائلتي قد رحل".
وتابع، عبد الواحد الذي يقطن قرية أبو الخصيب أنه "سيضطر قريبًا إلى التخلي عن أرضه في محاولة للبحث عن أرض أكثر خصوبة في مكان آخر كمدينة بابل".
ومن جانبه، قال المزارع هادي بدر الملاي (57 عاما) في تصريح ، ان "ارتفاع نسبة الملوحة في التربة بسبب سوء الصرف مما أجبره على ترك أجزاء من أرضه التي تبلغ مساحتها 5000 دونم (1250 هكتارًا) غير مزروعة".
واضاف، إن "مثل هذه المشاكل قلصت دخله بمقدار 10 آلاف دولار في الموسم الماضي مقارنة بالعام السابق".مشيرا الى، انه "يشعر بالقلق في ظل هذه الظروف وهل يتوجب علينا جميعا المغادرة؟ و هل سيتعين على جميع أطفالي البحث عن وظائف حكومية؟".
وغادر حيدر صباح الراضي مع زوجته وأطفاله الستة مزرعته التي تبلغ مساحتها 75 دونمًا إلى قرية القرنة للعثور على عمل كسائق تاكسي.
وفي الصيف الماضي باع كل ماشيته بما في ذلك 90 بقرة و 200 نعامة لأنه لم يعد قادرًا على إطعامها.
واوضح الراضي، "لا يوجد دعم من الحكومة واخشى أن ينفصل أطفالي عن الحياة الزراعية.
وفي السياق ذاته، قال علي رضا قريشي ، ممثل برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في العراق ، إن "المزارعين بحاجة إلى المساعدة للتكيف مع الظروف المتغيرة من خلال تدابير كاعتماد أصناف محاصيل مقاومة للجفاف وأنظمة ري بالتنقيط أفضل".
واضاف، إن "العراق يفتقر إلى الوعي في محاربة الجفاف و تغير المناخ والاستمرار في استخدام الممارسات القديمة".
وتابع الى، ان "المزارعون مازالوا يستخدمون طرقًا منذ قرون عندما لم تكن المياه شحيحة ولم يكن الطقس حارًا".
وتوقع البنك الدولي.، أن "العراق انخفاضًا بنسبة 20٪ في توافر المياه بحلول عام 2050 ، مما قد يؤدي إلى تجفيف ثلث أراضيه المروية.
وفقًا لكارولين زولو ، مستشارة السياسة في المجلس النرويجي للاجئين ، ان "هذه الخسائر تدفع ما يقرب نصف مزارعي القمح حول القرنة الى الهجرة المتزايدة والعمل في اعمال عادة ما تكون بعيدة عن الزراعة".
واكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ، إن "أكثر من 90٪ من منتجي الماشية في العراق في أكتوبر / تشرين الأول الماضي واجهوا صعوبة في الحصول على المياه أو شراء العلف نتيجة الجفاف."
وقال قريشي من برنامج الأغذية العالمي، إن "تزايد الهجرة المرتبطة بالمناخ باتت واضحًة بالفعل ، مع تزايد التوترات في المناطق الحضرية مع زيادة التنافس على الوظائف والموارد مما سيؤدي إلى صراع اجتماعي وتفاوتات متزايدة في الدخل.
وقال زولو من المجلس النرويجي للاجئين، "يخشى الكثير بأن المدن لن تكون قادرة على توفير ما يكفي من العمل والمنازل للنازحين من الزراعة".
من جانبه، قال عبد الحسين العبادي ، رئيس اتحاد جمعيات الفلاحين في البصرة ، إن "الدعم الحكومي - بما في ذلك تعويض المحاصيل المدمرة ضروري للمزارعين للبقاء في أراضيهم".
واضاف، إن "عدم توفير ذلك قد يضر باقتصاد العراق الأوسع إذا تخلى المزارعون عن أراضيهم واحتاجت البلاد إلى استيراد المزيد من الغذاء".
وتابع الى، ان "الحكومة العراقية تساعد بعض المزارعين من خلال توفير بذور القمح الهجين المصممة لمواجهة تفاقم ملوحة التربة والرياح والعواصف الرملية".
وقال رئيس قسم البحوث بوزارة الزراعة في القرن ةمجتبى نوري، إنه "لا يمكن لجميع مزارعي القمح الوصول إلى البذور ، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنهم غير مجهزين لاتباع قواعد الوزارة بشأن كيفية زراعة الأصناف الجديدة".
و اشار نوري الى، ان "20٪ فقط من مزارعي القمح في محافظة البصرة تمكنوا حتى الآن من شراء البذور المهجنة".
وكانت الحرب الأوكرانية الروسية قد اثرت على صادرات القمح لكونهما من كبار منتجي القمح ، مما أدى إلى ارتفاع أسعار تلك الحبوب وغيرها من السلع المستوردة.
اضف تعليق