يشكل التصحر، هاجساً مقلقلاً في محافظة النجف بمنطقة (الفرات الأوسط) في ظل التغيرات المناخية ونقص الايرادات المائية والضعف في التعامل الحكومي، اذا يواصل الزحف نحو المناطق الخضراء.
حيث يشكل التصحر 6 بالألف من مساحة النجف الكلية البالغة 28 ألف كيلومتر مربع، أي نحو 11 مليون دونم ونيف، وفقاً لتصريح مدير بيئة النجف جمال عبد زيد.
تقع محافظة النجف في الجزء الوسط من العراق تقريباً، وتحدها محافظات كربلاء والانبار من الشمال وبابل والديوانية من الشرق والمثنى من الجنوب والحدود الدولية مع السعودية غرباً .
تبلغ مساحة محافظة النجف (28532) كيلومتراً مربعاً وتمثل بذلك نسبة مقدارها (6.6%) من مجموع مساحة العراق، ومناخها في الصيف حار جاف أحياناً تصل درجة الحرارة فيها الى أكثر من 50 درجة مئوية، كما تصل درجة الحرارة في الشتاء الى الصفر احياناً، ومعدل الامطار سنوياً في النجف من واحد الى خمس قطرات في العقدة.
ايقاف الزحف الصحراوي
وأوضح جمال عبد زيد أنه "اذا قسناه (التصحر) بالمساحة الزراعية من محافظة النجف او المساحة الخضراء أصلاً فهو يشكل 20%"، مؤكداً أنه "لإيقاف هذا الزحف الصحراوي ينبغي متابعة وتشجيع مجموعة المشاريع التي تقودها تشكيلات ووزارات أخرى".
مدير بيئة النجف، وصف هذه المشاريع بأنها "جيدة لكنها متلكئة في كثير من الاحيان"، مستشهداً بكلامه الى "الحزام الاخضر الشمالي، الذي يبلغ طوله 13 كيلومتراً بعرض 130 متراً، لكن نسبة الهلاكات فيه عالية".
تنصل المسؤولين
جمال عبد زيد انتقد ما أسماه "تقاذف المسؤولين الحكوميين مسؤولية هذا الموضوع"، منوهاً الى أن مديرية بيئة النجف "تواكب هذه الحالة للوصول الى الحلول بما تسمح لنا التشريعات البيئية".
ويعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.
رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أعلن في 12 آذار 2023، خلال مؤتمر العراق للمناخ الذي عقد في مدينة البصرة الواقعة في أقصى جنوب البلاد، وبحضور سفراء ومسؤولين من الأمم المتّحدة، إطلاق مبادرة تشجير لمكافحة التصحّر والعواصف الترابية في البلد الذي يعاني من آثار التغيّر المناخي ونقص المياه.
العراق، البلد شبه الصحراوي، والذي يبلغ عدد سكّانه أكثر من 43 مليون نسمة، كان قد أعلن أنّ المشروعات المائية التركية أدّت لتقليص حصّته المائية بنسبة 80%، بينما تتّهم أنقرة بغداد بهدر كمّيات كبيرة من المياه.
وسبق أن وجّهت وزارتا الزراعة والموارد المائية في العراق، بتخفيض المساحة المقرّرة للزراعة، بسبب قلّة الإيرادات المائية القادمة من تركيا وإيران، وحذّرت وزارة الزراعة من أنّ شح المياه بات يهدّد بانهيار أمن العراقيين الغذائي.
ع. ش
المصدر: رووداو
اضف تعليق