تحمل زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الى واشنطن عدة ملفات مهمة على الصعيد الوطني والإقليمي، في ظل توقيت دقيق تحتدم فيه المواجهة ما بين طهران وتل ابيب، وهو ما يقلق الحكومة العراقية من اتساع دائرة الصراع خصوصا وهو يتمتع بعلاقات جيدة مع جارته ايران، فيما يسعى الى بناء شراكة وفق خطط استراتيجية مع الولايات المتحدة الامريكية.
وأكد السوداني قبيل توجهه الى امريكا أن لقاءه المرتقب مع الرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن سيناقش أهمية التهدئة وإيقاف الحرب وعدم اتساع الصراع في المنطقة.
كما أوضح في تصريح للصحافيين أن زيارته تأتي في ظرف دقيق وحساس على مستوى علاقات بلاده مع الولايات المتحدة، وكذلك على مستوى ظروف المنطقة وما يحصل في غزة، فضلاً عن المخاوف من اتساع نطاق الصراع.
وتابع قائلا "اللقاء بالرئيس بايدن سيتناول البحث في ظروف المنطقة وما تشهده من تصعيد، والدور المشترك في العمل على التهدئة ومنع الصراع من الاتساع بما يؤثر على مجمل الاستقرار في العالم"، وفق ما نقلت وكالة أنباء العالم العربي.
إلى ذلك، أشار إلى أن زيارته تحمل الرغبة في "بناء شراكة استراتيجة مستدامة، قائمة على الاحترام المتبادل، وحفظ أمن العراق وسيادته ووحدة أراضيه".
وبوقت متأخر من ليلة امس قصفت ايران الاحتلال الإسرائيلي، بوابل من الصواريخ والمسيرات ردا على استهداف تل ابيب القنصلية الايرانية في دمشق.
ويتساءل مراقبون حول مدى إمكانية أن تحقق زيارة السودانى لواشنطن الأهداف المرجوة منها؛ بمعنى أن نرى لهذه الزيارة فى ظل المتغيرات الإقليمية الراهنة مرحلة جديدة فى العلاقات العراقية الأمريكية تنتج تطوراً فعلياً فيها، بوقت تشهد المنطقة حربا، قد يتورط فيها العراق.
تقول صافيناز محمد أحمد، زيارة مهمة يقوم بها رئيس الوزراء العراقى محمد شياع السودانى فى 15 إبريل 2024 للولايات المتحدة الأمريكية. الزيارة تحمل العديد من الملفات المهمة فى ظل الطبيعة الخاصة للعلاقات الثنائية بين البلدين من ناحية، وفى ظل توقيت إقليمى دقيق وصعب من ناحية ثانية؛ حيث يشهد الإقليم حالة من التصعيد العسكرى نتيجة تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة فى أعقاب عملية طوفان الأقصى التى قامت بها المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر 2023.
وتؤكد الخبيرة المتخصصة فى الشئون السياسية العربية، ان العراق من الدول المعنية مباشرة بالتداعيات الأمنية لتلك الحرب فى سياق نشاط الفصائل العراقية المسلحة ضمن "محور المقاومة" الإقليمى، وفى إطار عملياته المتعددة فى إسناد ونصرة المقاومة الفلسطينية على مدار الشهور الستة الماضية؛ عبر استهدافات عديدة ومتكررة للقواعد العسكرية الأمريكية فى العراق وسوريا والأردن من ناحية، وعبر استهداف بعض المواقع فى داخل إسرائيل من ناحية ثانية، وهى العمليات التي أضفت على العلاقات الثنائية الأمريكية العراقية مزيداً من التعقيد نتيجة الضغوط التي فرضتها الفصائل الشيعية على حكومة شياع السودانى ودفعتها إلى "ضرورة" مراجعة طبيعة التعاون والتحالف الاستراتيجي بين البلدين فى أعقاب عمليات الاستهداف المتبادل بينها وبين القوات الأمريكية، ما اعتبرته العديد من القوى السياسية العراقية على اختلاف انتماءاتها المذهبية/السياسية انتهاكاً واضحاً لسيادة الدولة العراقية، ومخالفة واضحة لنمط التفويض الذى منحته بغداد للتحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة عام 2014، والذى كان مقتصراً على محاربة تنظيم "داعش" فقط، ودفعت بمقتضى ذلك فى اتجاه إنهاء كافة مهام التحالف الدولي بما فيها المهام الاستشارية والاستخباراتية والتدريب، فى الوقت الذى رأت فيه حكومة السوداني أن ما تقوم به المليشيات المسلحة في إطار تفاعلاتها الإقليمية مع تداعيات الأزمة فى غزة يضعها فى موقف حرج للغاية؛ لأنه يكبل التزاماتها تجاه حالة "التحالف" التى تربط العراق بالولايات المتحدة، والتى تنظمها "اتفاقية الإطار الاستراتيجى"، المبرمة بين البلدين عام 2008، بأبعادها الأمنية والسياسية، حسب قولها.
وترى صافيناز محمد أحمد، الخبيرة في الشئون السياسية، ان الواقع يقول أن ثمة حدوداً لتطلعات السودانى بشأن تحقيق نتائج ضخمة من تلك الزيارة؛ بمعنى أن ثمة قيوداً أو كوابح بإمكانها التأثير على مستوى تلك النتائج ونجاعتها.
ع. ش
اضف تعليق