ما زالت أزمة انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب قائمة رغم مضي قرابة ثمانية أشهر على إنهاء المحكمة الاتحادية العليا عضوية الرئيس السابق محمد الحلبوسي، بعد أن حالت الخلافات “السنية السنية” دون الاتفاق على مرشح واحد لخلافة المنصب، وفي ظل الدور الذي لعبته كتل شيعية في هذا الاختيار، ظهر لاعب جديد في الواجهة للتوسط بين الأطراف المتخاصمة، وهو زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، بحسب ما يؤكده سياسيون.

وكانت المحكمة الاتحادية العليا قد قررت في 14 تشرين الثاني نوفمبر 2023، إنهاء عضوية رئيس مجلس النواب محمد ريكان الحلبوسي، وعضوية النائب ليث مصطفى حمود الدليمي، مشددة على أنه قرارا باتا وملزما للسلطات كافة.

وجاء قرار المحكمة بناء على دعوى قضائية رفعها الدليمي اتهم فيها الحلبوسي بـ”تزوير” استقالته (الدليمي) من مجلس النواب، وهو ما ينفيه الأخير.

ويقول القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، وفاء محمد كريم ، إن “زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، طرح وساطة ما بين الأطراف السياسية السنية لإنهاء الخلافات فيما بينهم ونجح بذلك”.

ويضيف كريم: “لقد عمل بارزاني على تقريب وجهات النظر لحل أزمة رئاسة البرلمان وهناك تجاوب كبير مع وساطته، إذ أن بارزاني يمتلك ثقلا سياسيا كبيرا ويحظى بثقة الأطراف السياسية السنية، وكلمته مسموعة ومؤثرة، ولهذا وساطته سوف يكون مصيرها النجاح”.

ويؤكد أن “هناك تجاوبا كبيرا مع تدخل بارزاني، وهناك حوارات وسعي لحل هذا الخلاف وتقديم مرشح واحد يمثل كل الأطراف السنية خلال الفترة المقبلة”.

ويشير كريم، إلى أن “وساطة بارزاني لحل الخلافات بين الأطراف السياسية السنية مرحب بها ومدعومة أيضا من أطراف في الإطار التنسيقي الشيعي، وبارزاني خلال اجتماعاته مع قادة الإطار شدد على ضرورة حسم انتخاب رئيس البرلمان، واحترام الأعراف السياسية، وكذلك إعطاء هذا المنصب لمن يملك الأغلبية السنية داخل البرلمان”.

ووصل زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، صباح الأربعاء الماضي، (3 تموز يوليو 2024)، إلى العاصمة بغداد في زيارة هي الأولى منذ ست سنوات، والتقى برئيسي الجمهورية والوزراء ورئيس مجلس النواب بالإنابة، كما عقد اجتماعات مع زعماء الكتل والأحزاب السياسية الشيعية والسنية، في محاولة للتوصل إلى حلول للمشاكل العالقة سواء بين بغداد وأربيل أو فيما بين الكتل البرلمانية.

من جهته، يؤكد القيادي في حزب تقدم، محمد العلوي، أن “تقدم وكل الأطراف السياسية السنية الأخرى ترحب وتدعم مبادرة بارزاني، للإسراع بانتخاب رئيس البرلمان، ونحن ما زالنا نؤكد أن هذا المنصب استحقاق لنا كوننا نمثل الأغلبية السنية داخل مجلس النواب”.

ويبين أن “الحوارات مستمر بعد مبادرة بارزاني واجتماعه مع كل الأطراف السنية، وهناك تفاؤل بأن تتفق الأطراف السياسية السنية على حسم الانتخاب مع بداية الفصل التشريعي الجديد، لكن نحن لغاية الآن متمسكين بهذا المنصب ونحاور ونفاوض على ذلك”.

ويلفت العلوي، إلى أن “الحوار والتفاوض يحتاج إلى مزيد من الوقت ولا يمكن حل هذا الملف الذي عليه خلاف وصراع منذ أكثر من ثمانية أشهر بيومين، لكن هناك أمل بنجاح مبادرة بارزاني، ربما ستكون هناك اجتماعات جديدة تجمع الأطراف السنية كافة مع بارزاني في أربيل، لمتابعة نتائج مبادرته ومدى الاستجابة لها”.

وكانت المحكمة الاتحادية قد قررت في 21 تشرين الثاني نوفمبر 2023، إنهاء عضوية رئيس المجلس محمد الحلبوسي بشكل رسمي، وأصبح النائب الأول محسن المندلاوي رئيسا للمجلس، والذي أعلن لمرات عدة تحديد موعد لعقد جلسة انتخاب رئيس جديد إلا أن جميع الجلسات التي عقدت لم تفضي إلى انتخاب البديل بسبب خلافات على المنصب بين القطبين السنيين حزب تقدم بزعامة محمد الحلبوسي، وتحالف السيادة بزعامة خميس الخنجر.

بدوره، يوضح النائب عن الإطار التنسيقي سالم العنبكي، أن “جميع قوى الإطار التنسيقي تدعم وترحب بأي مبادرة من أي طرف سياسي يسعى إلى حل أزمة انتخاب رئيس البرلمان، لما لهذه الأزمة من تأثيرات على عموم الاستقرار السياسي والعمل النيابي”.

وينبه العنبكي، إلى أن “الإطار التنسيقي منذ أشهر يعمل ويسعى إلى حسم انتخاب رئيس البرلمان، لكن تعمق الخلافات ما بين الأطراف السياسية السنية منع ذلك، ونحن في الإطار بكل قواه ليس لدينا أي نية أو فكرة أو رغبة باستمرار محسن المندلاوي بمنصب رئيس البرلمان، كما يحاول البعض الترويج لذلك”.

وختم بالقول، إن “كل قوى الإطار التنسيقي ستعمل على إنجاح وساطة ومبادرة بارزاني من أجل انتخاب رئيس البرلمان خلال الأيام المقبلة ومع بداية الفصل التشريعي، والحوارات مستمرة ولا نتائج جديدة لها لغاية اللحظة، لكن ما زال هناك حوار فهناك أمل في الوصول إلى حلول ترضي كل الأطراف المتصارعة والمختلفة”.

وكان الزعيم الكردي مسعود بارزاني، قد عقد في بغداد يوم الخميس الماضي، اجتماعا مع رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي، للتباحث بشأن عقدة انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب، وتقريب وجهات النظر بين الكتل السنية، وعقب ذلك توجه بارزاني إلى زعيم تحالف السيادة خميس الخنجر حيث عقد هناك اجتماعا ضم جميع قيادات القوى السياسية السنية بما فيهم الحلبوسي، بهدف التوصل لحلول وحسم أزمة انتخاب رئيس المجلس والخروج باتفاق يدعم ترشيح شخصية واحدة تمثل جميع الأطراف السنية لهذا المنصب.

اضف تعليق