في مدينة الموصل، تتضافر جهود مجموعة من الناشطين البيئيين لمكافحة التصحر من خلال مشروع غرس الأشجار وتعزيز الغطاء الأخضر، في محاولة لإعادة لقب "أم الربيعين" إلى المحافظة، الذي عرفت به منذ الأزل.

في بيت صغير بالقرب من نهر دجلة بالموصل، تُطل الأشجار الصغيرة والشتلات من فوق أسواره، حيث يجتمع داخله متطوعون بيئيون لوضع خطط لمحاربة التصحر، يتسلحون بالأشجار لمواجهة اللون الأصفر القاحل واستبداله بالغطاء النباتي الأخضر.

محمد لازم، رئيس مؤسسة مثابرون للخير للبيئة والتنمية، أكد لوكالة اعلامية دولية تابعتها وكالة النبأ، أن "الفريق، بمساعدة متطوعين شباب، قام بغرس ما يقارب خمسين ألف شجرة خلال السنوات الثلاث الماضية".

وأضاف أن "لديهم برنامجًا طويل الأمد يمتد لأربعة عشر عامًا".

وتشير إحصائيات شبه رسمية إلى أن المواطن العراقي يحتاج إلى حوالي عشر أشجار لتلبية احتياجاته من الأوكسجين، وحوالي اثني عشر مترًا مربعًا من المساحة الخضراء في المدينة، لذا، فإن مهمة هذه الفرق صعبة وتحتاج إلى سنوات لتحقيق أهدافها.

وتُقدر حاجة محافظة نينوى من الأشجار بقرابة الأربعين مليون شجرة، بينما تحتوي حاليًا على نحو ثلاثة ملايين فقط. لذلك، تساهم بعض المؤسسات الحكومية في تقديم الدعم عن طريق توفير أشجار مجانية.

ويُهدد التصحر محافظة نينوى، حيث ينحسر ظل الأشجار الذي كان يكسوها ويحميها من حر الصيف الشديد. كانت نينوى من أغنى المحافظات العراقية بالموارد الطبيعية والزراعية، ما يجعل جهود هذه الفرق الشبابية حيوية لاستعادة التوازن البيئي في المنطقة.



م.ال


اضف تعليق