اقتربت محافظة كركوك، الغنية بالنفط، من تشكيل حكومتها المحلية بعد أكثر من تسعة أشهر من الانتخابات المحلية، وذلك بعد نجاح بغداد في حل عقدة تشكيل الحكومة في محافظة ديالى. وتأتي هذه التطورات وسط جهود مكثفة يقودها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لتحقيق توافق بين الأطراف السياسية المختلفة.
تفاصيل الأزمة والتطورات
تشكلت الأزمة في كركوك نتيجة للخلافات الحادة بين الكتل والأحزاب العربية والكردية والتركمانية التي تصدرت نتائج الانتخابات بنسب متقاربة، وتم انتخاب مجلس محافظة كركوك المؤلف من 16 عضواً موزعين على ستة للعرب، وسبعة للأكراد، واثنين للتركمان، ومقعد واحد للمكون المسيحي. وبحسب "نواب"، يتطلب انتخاب المحافظ غالبية النصف زائد واحد، ما يعني الحاجة إلى تسعة أصوات، وهو تحدٍ بالنظر إلى توزيع المقاعد الحالي.
جهود السوداني وتوافق الأطراف
وأوضح نائب رئيس الحركة القومية التركمانية، عباس البياتي، أن القوى السياسية في كركوك اقتربت من تشكيل الحكومة المحلية، بعد تأجيل الخطوة الأسبوع الماضي بناءً على طلب من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. وأكد البياتي أن "السوداني يسعى لتشكيل حكومة شاملة تضمن مشاركة جميع الأطراف دون تهميش أي طرف"، مشيراً إلى جولة حوارية مكثفة بين السوداني والأطراف السياسية في بغداد.
الخطوات المقبلة
من جانبه، أشار عضو مجلس محافظة كركوك عن تحالف "العروبة"، محمد الحافظ، إلى أن "الأيام المقبلة ستكون حاسمة لانتخاب رئيس المجلس ونائبه وانتخاب المحافظ ونوابه". وأكد الحافظ أن "حل عقدة ديالى أصبح دافعاً لحل أزمة كركوك، حيث تسعى الأطراف السياسية لتشكيل حكومة شراكة تضمن استقرار المحافظة وتحسين الخدمات".
تحديات وحلول مقترحة
ورغم التفاؤل، يلفت المحلل السياسي أحمد الشريفي إلى أن الخلافات في كركوك أعقد مما كانت عليه في ديالى، فالأزمة في كركوك تتعلق بتنافس بين المكونات والأحزاب، وليس فقط بين الأطراف السياسية. واقترح الشريفي اختيار محافظ مستقل من خارج القوى المتصارعة لتسيير أمور المحافظة المالية والفنية، مشيراً إلى ضرورة وجود حوار مستمر وتفاهم لتحقيق الاستقرار.
م.ال
اضف تعليق