تجددت الأنشطة الأمنية في العراق ضد مجموعة دينية منحرفة وغامضة تعرف باسم "جماعة القربان"، والتي ظهرت قبل عدة سنوات وسببت ضجة واسعة، اذ لاحقتها السلطات العراقية وأعلنت عن حملة أمنية مكثفة لملاحقة أعضاء هذه الجماعة بعد تقارير عن قيامهم بالانتحار طواعية كوسيلة لدخول الجنة والتقرب من الإمام علي "عليه السلام"، بحسب اعتراف بعضهم.
اعتقالات وحملات أمنية
وأعلن جهاز الأمن الوطني العراقي، في وقت ماضي، عن اعتقال 39 عضواً من جماعة "القربان" خلال حملة أمنية شملت أربع محافظات في وسط وجنوب البلاد. البيان الصادر عن الجهاز أشار إلى القبض على أربعة أفراد في محافظة واسط و35 آخرين في الديوانية والبصرة والمثنى.
وجاءت الاعتقالات بناءً على معلومات استخباراتية تفيد بتواجد المتهمين في خيمة بالقرب من المواكب خلال زيارة العاشر من محرم، بحوزتهم صور لأحد الأشخاص الذين انتحروا في وقت سابق، بينما كشف مصدر أمني، اليوم الخميس، عن اعتقال متهمين خلال 24 ساعة ينتميان لجماعة القربان في محافظة المثنى.
وقال المصدر في حديث للإعلام، إن "قوة أمنية اعتقلت، اليوم، أحد الشباب ينتمي الى جماعة القربان ضمن منطقة النجمي في محافظة المثنى".
وأضاف "يوجد أكثر من ٢٥ مذكرة قبض بحق شباب آخرين تتم متابعتهم للقبض عليهم ضمن نفس الجماعة".
وسُلطت الأضواء مجددا في العراق على مجموعة دينية غامضة ظهرت قبل عدة سنوات واختفت لفترة، تعرف باسم "جماعة القربان" بالتزامن مع إعلان القوات الأمنية شن حملة أمنية واسعة لملاحقة أفرادها الذين يقدمون على الانتحار طواعية "تقربا" للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
وتأتي هذه الملاحقات بعد نحو 3 سنوات من أول ظهور علني للمجموعة في مدينة الناصرية جنوبي العراق، وفي حينها نفذت السلطات حملات مشابهة لاعتقال أفراد المجموعة.
معلومات عن الجماعة
تنشط "جماعة القربان" عادة في شهر محرم حسب التقويم الهجري، الذي يحيي فيه المسلمون ذكرى استشهاد الإمام الحسين "عليه السلام".
المصادر المحلية في مدينة الناصرية تقول إن الجماعة تعمل بأسلوب سري يشبه الأحزاب السرية، حيث لا يعرف الأعضاء سوى الشخص الذي قدمهم إلى المجموعة، مما يصعب عمليات الاعتقال الفعالة.
التكتيك والأنشطة
الجماعة تستخدم قنوات خاصة على تطبيق تلغرام للإعلان عن مواعيد "قرعة القربان"، حيث يجتمع الأعضاء في مكان محدد لإجراء القرعة التي تحدد من سيقوم بالانتحار، بعد إجراء القرعة، يتم تنفيذ الانتحار عادةً عبر شنق النفس.
وأثارت عمليات الانتحار وترويج أفكار الجماعة قلقًا واسع النطاق في العراق، حيث تشهد البلاد ارتفاعًا في ظهور مجموعات دينية متطرفة نتيجة.
وزير الداخلية العراقي، أكد أن أجهزة الأمن تواصل ملاحقة أعضاء الجماعة ومراقبة أنشطتهم، بينما أوضح رئيس اللجنة الأمنية في محافظة البصرة، أن هناك ارتفاعًا في ترويج الأفكار المنحرفة التي تؤدي في النهاية إلى الانتحار.
توسع الجماعة إلى لبنان
تساؤلات حول وصول "جماعة القربان" إلى لبنان أثارتها تقارير صحفية ربطت بين حادثتي انتحار في الضاحية الجنوبية لبيروت والجماعة، اذ اشار الأكاديمي عدي شبيب إلى أن الجماعة قد تكون قديمة وتستغل الشباب في ظروف اقتصادية صعبة.
تواصل الأجهزة الأمنية العراقية جهودها لملاحقة أفراد هذه الجماعة وغيرها من المجموعات التي تحمل أفكارًا متطرفة، مع التركيز على منع انتشار مثل هذه الأفكار المنحرفة وتعزيز الاستقرار في البلاد.
م.ال
اضف تعليق