في ظل ارتفاع درجات الحرارة وشح الموارد المائية، يعيش سكان مدينة أربيل وضواحيها في كردستان العراق أزمة مياه خانقة، تتكرر كل عام خلال فصل الصيف، اذ ان العائلات التي كانت تعتمد بشكل أساسي على المياه الجوفية لتلبية احتياجاتها اليومية تجد نفسها اليوم في انتظار طويل لصهاريج المياه التي ترسلها المنظمات الإنسانية.

وذكر تحقيق اعلامي ،ان رجل في الثمانين من عمره، يدعى بابير ويعيش في ضاحية دارتو، كان قد عبر عن صعوبة الحياة بدون مياه قائلا: "لا يوجد ما هو أسوأ من عدم توافر المياه خلال الصيف"، وكباقي سكان منطقته، يعاني بابير من انقطاع المياه الجوفية، وهو ما يجبره على الاستحمام كل 15 يومًا فقط، ومع أن بعض الصهاريج تصل إلى منطقته بين الحين والآخر، إلا أنه يضطر لشراء المياه من راتبه التقاعدي المتواضع، الذي لا يكاد يغطي تكاليف الإيجار والكهرباء.

وتعد أزمة المياه في أربيل جزءًا من مشكلة أوسع تواجه العراق، الذي يعاني منذ سنوات من جفاف متزايد بسبب تغير المناخ وبناء السدود في تركيا وإيران على نهري دجلة والفرات.

ويؤكد محافظ أربيل، أوميد خوشناو، أن أكثر من 25% من مياه الآبار جفت هذا العام، مما دفع الحكومة المحلية إلى تخصيص ميزانية لحفر المزيد من الآبار وتوفير الكهرباء لضخ المياه، لكن مع كل هذه الجهود، يبقى الحل بعيد المنال بالنسبة للكثير من السكان.

سرور محمد، أحد سكان دارتو، يعتبر أن "المنظمات تأتي بالمياه لكن هذا ليس علاجاً"، ويشير إلى أن الكثافة السكانية وصغر حجم الأنابيب من بين الأسباب التي تزيد من تفاقم الأزمة.ماهيا نجم، جارة سرور، تتذكر الأيام التي كانت فيها المياه وفيرة حتى في أشد أيام الصيف حرارة، تقول بأسى: "منذ أربع سنوات، تندر المياه مع ارتفاع درجات الحرارة، وبات وضعنا صعب جداً، أطفالها وأحفادها باتوا يتجنبون زيارتها بسبب نقص المياه، حيث يصعب على العائلة تحضير الطعام أو حتى استقبال الضيوف".

ومع استمرار الجفاف وانخفاض منسوب المياه الجوفية، يدرك سكان أربيل أن أزمة المياه قد لا تنتهي قريبًا، وبينما تحاول السلطات المحلية البحث عن حلول مؤقتة، يظل الوضع اليومي للسكان محفوفًا بالتحديات، في انتظار حل جذري ينقذهم من معاناة الصيف المتكررة.


م.ال

اضف تعليق