وصف عضو مفوضية حقوق الإنسان السابق، علي البياتي، الإجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية ضد خريجي المهن الطبية والصحية خلال تظاهرتهم المطالبة بالتعيين المركزي في بغداد بـ"الانتهاك الجسيم لحقوق الإنسان" واعتبرها شكلاً من أشكال "الإرهاب الواضح" الذي تمارسه الدولة وأجهزتها.

وقال البياتي في تصريحات إعلامية، "في معظم دول العالم، تُتخذ إجراءات لمعالجة الأخطاء، لكن في العراق، تبقى الأمور على حالها دون أي تصحيح للتجاوزات التي ترتكبها الحكومة في التعامل مع المتظاهرين."

وأضاف أن "الضخ المفرط لعدد كبير من الخريجين من الجامعات الحكومية والأهلية أصبح جزءاً من اقتصاديات الأحزاب التي تستغل التعليم لتحقيق مكاسب على حساب المواطنين، دون تخطيط حقيقي لتوفير فرص عمل لهؤلاء الخريجين."

وأشار البياتي إلى أن التظاهرات أصبحت الوسيلة الوحيدة للمواطنين للحصول على حقوقهم في ظل تجاهل الحكومة لمطالبهم.

وأكد أن "المؤسسات الحكومية لا تستجيب إلا بعد أن تتحول قضية ما إلى رأي عام عقب استخدام العنف ضد المتظاهرين."

وانتقد البياتي السياسات القمعية التي تنتهجها الدولة، مشيراً إلى أنها ترى في كل تظاهرة تهديداً لاستقرار الحكومة والنظام السياسي.

وتابع قائلاً: "العنف في التعامل مع الأزمات هو نهج الفاشلين، فالحكماء لا يلجأون للعنف"، واعتبر ما حدث انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وإرهاباً يمارسه النظام ضد مواطنيه. كما انتقد دور منظمات حقوق الإنسان والجهات الدولية، معتبراً أن تعاملها مع ملف حقوق الإنسان أصبح مسيساً ويُستخدم للضغط والابتزاز.

وشهدت التظاهرات التي نظمها خريجو المهن الطبية والصحية أمام وزارة التخطيط في بغداد أمس الثلاثاء، مواجهات عنيفة مع قوات الشغب، ما أسفر عن إصابة أكثر من 25 محتجاً، وسط استنكار واسع من ناشطين ومدونين.

وفي هذا السياق، دعا السياسي والنائب السابق حيدر الملا إلى معاقبة المسؤولين عن استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين.

وأشار إلى أن وزارة الصحة رفعت قوائم بأسماء الخريجين منذ أشهر، لكن وزارة المالية لم توفر التخصيصات الوظيفية اللازمة، وطالب الملا باتخاذ قرار شجاع من مجلس الوزراء لتعيين الخريجين، مؤكداً أن القانون يكفل لهم هذا الحق.

 

م.أل


اضف تعليق