في ظل التوترات الإقليمية التي أثرت على حركة الملاحة الجوية، أوضحت وزارة النقل العراقية ملابسات ما يشاع حول "خسائر" العراق نتيجة توقف حركة الطيران في أجوائه، مؤكدة أن هذه الأوضاع لا تمثل خسائر مالية حقيقية، بل تعني تقليلاً في الأرباح غير الإنتاجية.
وأفاد ميثم عبد الصافي، مسؤول إعلام الوزارة، في تصريح تابعته وكالة النبأ، إن "الأرباح المحققة من مرور الطائرات في الأجواء العراقية تعتمد على العبور فقط دون جهد إنتاجي، حيث لا تتطلب عملية المرور خدمات تشغيلية أو أيدٍ عاملة، وبالتالي فإن تراجع أعداد الرحلات لا يُعتبر خسارة بل نقصاً في الإيرادات الإضافية".
وأضاف عبد الصافي، أن "العراق يمر بنفس التحديات التي تواجهها دول المنطقة، إذ أن شركات الطيران أصبحت أكثر حذراً في استخدام أجواء الشرق الأوسط نتيجة للوضع الأمني والسياسي المتأزم".
وأوضح، أن "هذا الحذر يؤدي إلى تقليص عدد الرحلات الجوية أو تغيير توقيتها بدلاً من إلغائها، مشيراً إلى أن شركات الطيران تفضل التحليق خلال ساعات النهار، نتيجة لتوجيهات شركات التأمين التي ترفض تأمين الرحلات الليلية في أوقات التوتر".
وأكد عبد الصافي، أن "مرور الطائرات من الأجواء العراقية يعد مصدراً للأرباح، حيث تتقاضى الحكومة 450 دولاراً عن كل رحلة تمر عبر المجال الجوي العراقي".
وفي هذا السياق، أشار شبلي محمد ضاري، معاون مدير عام شركة الملاحة الجوية، إلى أن "الأجواء العراقية تشهد مرور أكثر من 600 طائرة يومياً، مما يعني أن توقف المرور قد يؤدي إلى تقليص الإيرادات بمقدار يتجاوز 270 ألف دولار يومياً".
من جهة أخرى، أوضح الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، أن "توقف حركة الطيران ليس تأثيره محصوراً على تقليص الأرباح فقط، بل يمتد إلى تداعيات اقتصادية متنوعة، إذ يعوق حركة المستثمرين ونقل البضائع ويؤثر على المسافرين لأغراض العلاج أو الدراسة، ويؤدي إلى تعطيل تبادل الوفود التجارية بين العراق والدول الأخرى".
وأشار المرسومي إلى، أن "الوضع الأمني في المنطقة، خاصة بعد القصف الإسرائيلي على إيران الذي حدث مؤخرًا، دفع العديد من شركات الطيران إلى تعليق أو إعادة جدولة رحلاتها إلى العراق أو عبر أجوائه".
هذا وتعتبر التوترات الأمنية والسياسية في الشرق الأوسط تحدياً لحركة الملاحة الجوية عبر المنطقة، مما دفع العديد من الدول وشركات الطيران إلى اتخاذ إجراءات وقائية تشمل تقليل الحركة الجوية، بينما تستمر جهود وزارة النقل العراقية لمراقبة الوضع والعودة التدريجية إلى طبيعة الرحلات الجوية بما يتماشى مع تعليمات شركات التأمين وضمان سلامة المسافرين.
م.ال
اضف تعليق