في حدث وصف بأنه الأضخم منذ سنوات، يقترب العراق من إتمام التعداد العام للسكان والمساكن لعام 2024، حيث أظهرت المؤشرات نسب إنجاز متقدمة في معظم المحافظات، ما يمهد الطريق لبناء قاعدة بيانات دقيقة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة.

تقدم لافت رغم التحديات

شهدت محافظات مثل صلاح الدين ونينوى تقدمًا سريعًا في جمع البيانات، مع إعلان المسؤولين تحقيق نسب إنجاز بلغت 98% و95% على التوالي.

وأشار محافظ نينوى عبد القادر الدخيل إلى قرب اختتام العملية خلال ساعات قليلة.

في الديوانية، أفادت المشرف المركزي أغادير فاضل حمزة أن فرق التعداد حققت نسبة إنجاز بلغت 80%، مؤكدة استمرار العمل الميداني بوتيرة عالية منذ ساعات الصباح الباكر.

حظر تجوال وتنسيق أمني

وساهم حظر التجوال المفروض في مناطق عدة في تسهيل حركة الفرق الميدانية وضمان انسيابية العمل.

مدير ناحية العبايجي حسام جاسم محمد أوضح أن نسبة الإنجاز في الناحية تجاوزت 96%، مشيدًا بتعاون المواطنين والقوات الأمنية.

في العاصمة بغداد، أكد قائد عمليات بغداد، الفريق الركن وليد خليفة التميمي، أن التعداد يجري بسلاسة وسط التزام المواطنين، مع توقع رفع الحظر تدريجيًا عن المناطق المكتملة.

تعداد تنموي بامتياز

مهدي العلاق، مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان، وصف التعداد بأنه "تنموي"، مشيرًا إلى أن النتائج الأولية ستعلن بعد يومين من انتهاء العمل الميداني.

وأضاف أن الخطة تسير وفق المعايير الدولية، مع تخصيص رقم للتواصل مع العوائل التي لم تُستوفَ بياناتها بعد.

من جهة أخرى، أوضح المتحدث باسم وزارة الإعمار نبيل الصفار أن التعداد سيتيح بيانات دقيقة حول الفجوة السكانية، ما يسهم في إطلاق مشاريع سكنية تلبي الاحتياجات الفعلية للمواطنين.

بصمة تقنية وتعاون شعبي

رغم بعض التحديات التقنية، لا سيما ضعف شبكة الإنترنت، أشاد مدير دائرة الإحصاء في البصرة شهدي عبد الأمير بتجاوب المواطنين، حيث أنجزت الفرق 55% من العمل في يومه الأول.

التخطيط على أعتاب مرحلة جديدة

مع إعلان وزارة التخطيط استمرار عمليات التعداد حتى إتمام جمع البيانات من جميع الأسر، يخطو العراق نحو مرحلة جديدة من التخطيط القائم على بيانات دقيقة وموثوقة، ما يمهد الطريق لتطوير استراتيجيات تنموية فعالة تلبي احتياجات السكان المتزايدة.

هذا التعداد، الذي طال انتظاره، يمثل حجر الأساس لبناء مستقبل أفضل للعراق، حيث تُبنى المشاريع وتُرسم السياسات وفق رؤية مستندة إلى الحقائق لا التقديرات.


خاص _وكالة النبأ

م.ال

اضف تعليق