أثار إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، عن تعيين الفريق أول المتقاعد كيث كيلوج للإشراف على محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا تساؤلات واسعة حول رؤيته لإنهاء الصراع الذي يمثّل أحد أبرز ملفات السياسة الخارجية للإدارة المقبلة.

وتناول تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" بقلم إيمي ماكينون، وريشي إينجار، وجون هالتيوانجر، التحديات التي تواجه فريق ترامب في صياغة خطة شاملة للسلام، إضافة إلى ردود الفعل المتوقعة من الأطراف المعنية، بما في ذلك روسيا وأوكرانيا وحلفاء الناتو في أوروبا.

وتعهد ترامب بإنهاء الحرب بسرعة، مشيراً إلى أنه قد يعتمد على استراتيجيات مثل تجميد الخطوط الأمامية واستخدام مبدأ "العصا والجزرة" لتشجيع الأطراف المتحاربة على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

في تقرير صدر في أبريل، اقترح كيلوج وفريد فليتز تجميد النزاع واستخدام تخفيض المساعدات العسكرية للضغط على كييف وموسكو.

وتتضمن هذه الخطة بعض الأفكار المستوحاة من مقال لمحللي السياسة الخارجية ريتشارد هاس وتشارلز كوبشان نُشر في مجلة "فورين أفيرز" عام 2023، إلا أن هذه المقترحات قوبلت بتساؤلات حول مدى فاعليتها وجدواها.

ورغم الترحيب بحذر من جانب أوكرانيا، إلا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد أن استعادة الأراضي المحتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، قد تكون بعيدة المنال عسكرياً، مما يدفع نحو البحث عن حلول دبلوماسية.

ومع ذلك، يبقى التزام أوكرانيا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) عاملاً معقداً، إذ يُنظر إليه كخط أحمر لروسيا، وقد يواجه معارضة من فريق ترامب ودول أخرى في الحلف.

بالنسبة لروسيا، فإن المكاسب الميدانية في شرق أوكرانيا والأهداف غير المتغيرة للحرب تجعلها في موقف تفاوضي قوي.

لكن التساؤل المطروح هو: ما الذي قد يدفع موسكو للموافقة على اتفاق سلام؟

على الرغم من طرح حلفاء ترامب أفكاراً مثل تخفيف العقوبات، إلا أن المؤشرات الأولية من تصريحات المسؤولين الروس تشير إلى عدم وجود استعداد للتنازل.

وبينما لعبت دول الناتو الأوروبية دوراً رئيسياً في دعم أوكرانيا، فإن رؤية ترامب قد تدفع نحو تقليص هذا الدور، اذ أشار نائب الرئيس المنتخب، جيه دي فانس، إلى أن الأوروبيين قد يتحملون مسؤولية وضع تفاصيل أي اتفاق.

رغم ذلك، يبدي البعض في أوروبا ارتياحاً لتغيير النهج، بالنظر إلى الأعباء المالية والعسكرية المتزايدة التي تفرضها الحرب.

وقد يتطلب التوصل إلى اتفاق سلام دائم لسنوات من المفاوضات المضنية، لكن وفقاً للمحللين، يبدو ترامب أكثر اهتماماً بإبرام اتفاق سريع، حتى لو كان على حساب تفاصيل معقدة.

ويقول جيم تاونسند، نائب مساعد وزير الدفاع السابق: "ترامب قد يدير المفاوضات بنفس الطريقة التي أدار بها محادثاته مع طالبان؛ عملية هادئة ومركزة بينه وبين بوتين".

تظل خطط ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا محفوفة بالتحديات، إذ تتطلب المفاوضات توافقاً بين المصالح المتضاربة للأطراف المعنية، من أوكرانيا وروسيا إلى حلفاء الناتو.

وفي الوقت الذي يروج فيه ترامب لرؤيته كوسيلة لتجنب تصعيد الصراع، يبقى نجاحه رهناً بقدرته على التعامل مع التعقيدات الدبلوماسية والسياسية.

م.ال

اضف تعليق