سجّلت الولايات المتحدة خلال النصف الأول من عام 2025 أعلى خسائر مالية ناتجة عن الكوارث الطبيعية منذ بدء تسجيل البيانات عام 1980، متأثرة بحرائق الغابات المدمرة في لوس أنجلوس والعواصف العاتية التي ضربت مناطق واسعة من البلاد.
ووفقاً لتقديرات مركز المناخ الأمريكي، بلغت قيمة الخسائر الناتجة عن 14 كارثة مناخية كبرى نحو 101 مليار دولار، بعدما تجاوزت كلفة كل منها مليار دولار على حدة، ما يجعل النصف الأول من هذا العام الأكثر كلفة في تاريخ البلاد من حيث الأضرار البيئية.
واستحوذت حرائق لوس أنجلوس وحدها على النصيب الأكبر من تلك الخسائر، إذ دمرت نحو 16 ألف مبنى وأودت بحياة ما يقارب 400 شخص، لتصل خسائرها إلى 61 مليار دولار، وهي واحدة من أغلى الكوارث المسجّلة في تاريخ الولايات المتحدة، والوحيدة ضمن قائمة أكبر عشر كوارث لم تكن إعصاراً.
وتعزو الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) ارتفاع تكلفة الكوارث خلال العقود الأخيرة إلى تفاقم أزمة المناخ الناجمة عن الأنشطة البشرية، مشيرة إلى أن الأضرار بين عامي 2014 و2024 تجاوزت 1.4 تريليون دولار، مقارنة بـ299 مليار دولار فقط خلال عقد التسعينيات.
ويشير خبراء المناخ إلى أن تقلص قدرات المراقبة والاستجابة في الولايات المتحدة ساهم في تفاقم الأوضاع، خصوصاً بعد قرارات إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بفصل نحو 800 موظف من وكالة "نوا"، ما أدى إلى إغلاق المنصة الوطنية للمعلومات المناخية وتقليص أنظمة التحذير المبكر.
وقال آدم سميث، الخبير المناخي الذي كان يقود مشروع الكوارث المليارية في الوكالة قبل تسريحه، إن "هذه البيانات بالغة الأهمية ولا يمكن تركها من دون تحديث، لأنها تمثل أداة حيوية للتخطيط والاستجابة على المستويين المحلي والوطني"، مشيراً إلى أن مركز المناخ أعاد إحياء هذا العمل لتوفير المعلومات للقطاعين العام والخاص.
وأضاف سميث، أن "الولايات المتحدة تشهد حالياً تزايداً في وتيرة الأحداث المناخية الكبرى وشدتها، فالوضع لم يعد كما كان قبل عام 2017، والتغير المناخي يفاقم كل ظاهرة طبيعية تقريباً".
وأشار التقرير إلى، أن البيانات المحدثة لم تشمل بعد فيضانات تكساس التي وقعت في يوليو/تموز الماضي وأودت بحياة أكثر من 130 شخصاً، ما يرجّح ارتفاع إجمالي الخسائر بنهاية العام.
ورغم ذلك، لم تتعرض البلاد حتى الآن لإعصار كبير، ما يجعل عام 2025 أقل احتمالاً لأن يكون الأكثر تكلفة في تاريخ الكوارث الأمريكية، في وقت يحذر فيه الخبراء من أن ضعف البنية المؤسسية لمواجهة الأزمات قد يجعل البلاد أكثر هشاشة أمام موجات الطقس القاسية المقبلة.
م.ال



اضف تعليق