مع دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيّز التنفيذ ظهر الجمعة، تتجه الأنظار اليوم السبت إلى المعابر الحدودية لقطاع غزة، حيث يُرتقب دخول شاحنات المساعدات الإنسانية لأول مرة منذ أشهر، في خطوة تُعد اختباراً فعلياً لمدى التزام الأطراف بالاتفاق الجديد.
وأكد مصدر فلسطيني لوسائل الاعلام" أن الاستعدادات جارية لدخول القوافل الإغاثية إلى القطاع، فيما أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن جاهزيتها لإطلاق آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات.
وقال عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي للأونروا، إن "الوكالة لديها 6000 شاحنة تنتظر على أبواب القطاع"، مضيفاً أن "المواد الإغاثية المتوفرة تكفي سكان غزة لأشهر عدة"، في وقت تُعد فيه الأولوية القصوى، بحسب قوله، "لإعادة طلاب غزة إلى المدارس بعد عامين من الحرب المدمرة".
وأوضح أبو حسنة، أن نحو 80% من البنية التحتية في قطاع غزة دُمّرت خلال الحرب، ما يجعل إعادة الإعمار والتعليم من أبرز التحديات الإنسانية في المرحلة المقبلة.
وفي السياق نفسه، دعا برنامج الغذاء العالمي الحكومة الإسرائيلية إلى تسهيل وتسريع عملية إدخال المساعدات إلى غزة، مؤكداً أن الوقت حاسم لإنقاذ الأرواح.
وقال مارتن فريك، ممثل البرنامج الأممي، إن "هذه اللحظة مهمة للغاية لشعب غزة"، مشدداً على ضرورة توفير معابر حدودية آمنة وضمانات واضحة لمرور المساعدات.
وأشار فريك إلى، أن نحو 60 ألف طن من المواد الغذائية جاهزة للدخول عبر المعابر، إلى جانب 100 ألف طن أخرى في طريقها إلى القطاع، ما يكفي لتزويد سكان غزة بالغذاء لمدة ثلاثة أشهر تقريباً، شريطة أن يُسمح بوصولها بشكل آمن ومنتظم.
وأضاف، أن البرنامج قادر على الوصول إلى 1.6 مليون شخص خلال الشهر الأول من تنفيذ وقف إطلاق النار، عبر توفير الخبز والدقيق والحصص الغذائية الأساسية.
ويُذكر أن إسرائيل تسيطر على جميع مداخل قطاع غزة منذ أكثر من عامين، ومنعت خلال تلك الفترة دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية وحدوث مجاعة في بعض المناطق، بحسب تقارير الأمم المتحدة.
وبحسب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية وضع خطوطه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يشمل وقف إطلاق النار تبادل الأسرى بين الجانبين والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، تمهيداً لبدء مرحلة جديدة من المفاوضات حول إعادة الإعمار وإعادة الحياة إلى القطاع المنهك.
م.ال
اضف تعليق