أكد الأمين العام للأمم المتحدة، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني في بغداد، أن العراق يشهد تحولاً نوعياً نحو الاستقرار والسلام بعد عقود من العنف والحروب، مشيراً إلى أن البلاد أصبحت اليوم «دولة طبيعية» مع اقتراب إغلاق بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي).
وأعرب الأمين العام عن شكره لحكومة وشعب العراق على حفاوة الاستقبال، مثنياً على صمود العراقيين وقدرتهم على تجاوز سنوات طويلة من القمع والإرهاب والطائفية والتدخلات الخارجية، ومؤكداً أن عراق اليوم ينعم بمستويات أعلى من الأمن والسلام، ويسير بثبات على طريق التنمية.
وهنأ الأمين العام الشعب العراقي على الانتخابات الأخيرة، معرباً عن ثقته بالمؤسسات الوطنية في ضمان تشكيل الحكومة بشكل سلمي وفي الوقت المناسب، وبما يعكس إرادة العراقيين وتطلعاتهم نحو الاستقرار والتقدم، كما أشاد بدور الحكومة في مكافحة الإرهاب وتعزيز الثقة بين مكونات المجتمع.
وفي الشأن الإنساني، جدّد تقديره لالتزام العراق بإعادة مواطنيه من شمال شرق سوريا، ولاسيما من مخيم الهول، واصفاً ذلك بالإنجاز الإنساني المهم، ومؤكداً ضرورة مواصلة العمل لضمان عودة كريمة وإعادة اندماج مستدامة للعائدين.
وتطرق الأمين العام إلى تطورات الأوضاع في غزة، داعياً إلى احترام وقف إطلاق النار، وفتح مسار سياسي موثوق يضمن إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير المصير، وصولاً إلى حل الدولتين الذي يضمن السلام والأمن للإسرائيليين والفلسطينيين.
وفيما يتعلق بإغلاق بعثة «يونامي»، أوضح أن البعثة عملت على مدى 22 عاماً بدعم من الحكومة العراقية على تعزيز الحوار السياسي، ودعم الإصلاحات القانونية والقضائية، وحماية حقوق الإنسان، والمساهمة في عودة النازحين، إضافة إلى تنسيق الجهود الإنسانية والتنموية للأمم المتحدة.
وأكد أن إغلاق البعثة لا يعني انتهاء وجود الأمم المتحدة في العراق، إذ ستواصل الوكالات والصناديق والبرامج الأممية عملها التنموي دعماً للعراق وشعبه، مشدداً على أن المرحلة المقبلة ستشهد علاقات طبيعية بين العراق والأمم المتحدة تقوم على الشراكة والاحترام المتبادل.
واختتم الأمين العام حديثه بالتأكيد على تطلع الأمم المتحدة إلى البناء على منجزات السنوات الماضية، والوقوف إلى جانب العراق في مسيرته نحو دولة مزدهرة ومستقرة وسلمية.
س ع



اضف تعليق