أصدر الصحفي واللاهوتي الألماني ماتياس كوب، المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية الألمانية والمستشار لدى الدائرة الفاتيكانية للاتصالات، كتابًا جديدًا بعنوان "الإرث المسيحي في العراق"، يتناول فيه تاريخ المسيحية في بلاد الرافدين، مع تسليط الضوء على زيارة البابا فرنسيس التاريخية إلى العراق عام 2021، والدور الدبلوماسي للكرسي الرسولي في المنطقة.
ويحمل الكتاب توطئة كتبها البابا فرنسيس بالإيطالية وتمت ترجمتها إلى الألمانية، حيث استذكر فيها زيارته الرسولية إلى العراق وسط التحديات الصحية والأمنية آنذاك، مؤكدًا أنه أراد من خلالها التعبير عن محبته وتضامنه مع المسيحيين وجميع أصحاب النوايا الحسنة، الذين يحتلون مكانة خاصة في قلبه وصلواته.
وأشار البابا إلى أن العراق، رغم الصعوبات، يمتلك مقومات عظيمة تؤهله للنهوض، وأهمها شعبه، داعيًا إلى المشاركة في إعادة إعمار المجتمع وتعزيز الديمقراطية والحوار بين الأديان.
كما أكد أهمية لقائه بالمرجع الديني الأعلى آية الله السيد علي السيستاني في النجف، معتبرًا أن هذا اللقاء وجه رسالة عالمية بأن العنف باسم الدين يمثل انتهاكًا للدين نفسه، وأن الأديان ملزمة بالعمل من أجل السلام وتعليمه للآخرين.
وتناول البابا في التوطئة زيارته لمدينة أور، حيث التقى ممثلين عن مختلف الأديان في لحظة جمعهم فيها التاريخ المشترك تحت السماء نفسها التي تأملها النبي إبراهيم منذ آلاف السنين.
كما استعرض الإرث العريق للمسيحية في العراق، مشيرًا إلى المدارس اللاهوتية القديمة، والتعايش الممتد بين المسلمين والمسيحيين، والتحديات التي واجهتها الطوائف المسيحية عبر العصور، بما في ذلك الاضطهادات خلال القرن العشرين.
وأشاد البابا بالتنوع الطقسي الكاثوليكي في العراق، وأكد على الدور الذي لعبه الفاتيكان في دعم المسيحيين العراقيين عبر ممثليه الدبلوماسيين.
كما أوضح، أن الكتاب يقدم صورة غنية عن العراق كمجتمع متعدد الثقافات والأديان، داعيًا المسيحيين العراقيين إلى التمسك بإرثهم التاريخي رغم التحديات التي يواجهونها، مثل الهجرة وعدم الاستقرار السياسي.
وفي ختام التوطئة، شدد البابا فرنسيس على أن العراق لا يمكن تصوره بدون مسيحييه، لأنهم جزء أساسي من هويته، معربًا عن أمله في أن يقدم العراقيون نموذجًا للعالم حول إمكانية العيش المشترك بسلام رغم الاختلافات.
م.ال
اضف تعليق