لا شك أنه ستكون هناك الكثير من التغييرات بالنسبة لك ولوالديك عند دخولك الجامعة.

وسواء كنت تشعر بأنك مستعد للمرحلة القادمة أو بالرهبة من الابتعاد عن المنزل لأول مرة، إليك نصائح حول كيفية التعامل مع استقلاليتك الجديدة، والمشاكل مع زملاء السكن، والحياة الاجتماعية الخالية من رقابة الوالدين.

اعتمد على نفسك

إليك الحقيقة الصعبة، لقد ولّت أيام اعتمادك على والدتك للاتصال بمستشارك المدرسي أو حجز موعد لك.

وفي كتاب الدكتور لورانس ستاينبرغ، "أنت وابنك البالغ: كيف تنموان معًا في أوقات التحدي"، روى المختص موقفًا اتصلت فيه أم طالبةً منه مراجعة طلب التحاق ابنتها بالجامعة، لكنه أخبرها أنه لا يمكنه ذلك إلا إذا تحدث مع ابنتها مباشرة.

ولا يمكن إخفاء شعور القلق عند دخول الجامعة، لكن يجب ألا يتواصل والداك مع الأساتذة نيابةً عنك. يجب أن تتعلم كيف تقوم بهذه الأمور بنفسك.

وقال ستاينبرغ، وهو أستاذ علم النفس وعلوم الأعصاب في جامعة "تمبل" بفيلادلفيا، في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "كلما انتقل الأشخاص، مهما كان عمرهم، إلى مرحلة جديدة أو غير مألوفة، فهم يواجهون تحديات قد تُشعِرهم بأنهم غير قادرين على التعامل معها. وجزء من النضج هو تعزيز الشعور بالاعتماد على النفس والكفاءة في المواقف الجديدة".

هذا لا يعني أنك بحاجة إلى التوقف تمامًا عن الاعتماد على والديك، لكن لا بد من وجود توازن.

لكن الأمر لا يقتصر على الطلبة فقط، فالآباء بحاجة إلى التخلي عن بعض السيطرة أيضًا.

وقال الدكتور جيفري أرنيت، وهو أستاذ علم النفس في جامعة "كلارك" بولاية ماساتشوستس: "أعتقد أن الآباء يواجهون صعوبة حقيقية في معرفة مقدار الدعم الذي ينبغي تقديمه، ومتى يجب ترك أبنائهم يشقون طريقهم بأنفسهم. من الأفضل للوالدين أن يجعلوا أبناءهم يدركون أنهم متواجدون عند الحاجة، وعلى استعداد للحديث دائمًا، وتقديم النصيحة، والدعم، والتشجيع".

 

ناقش قواعد السكن الجامعي

من المهم أن يحدد الطلبة التوقعات والحدود والقواعد مع زملائهم في السكن خلال بداية العام الجامعي.

وربما قد سمعت قصصًا حول زملاء السكن لا يخرجون القمامة مثلاً، أو يتركون أطباق متسخة في حوض الغسيل، أو يُدخلون غرباء إلى الغرفة في جميع الأوقات، حسبما ذكرته أستاذة ورئيسة قسم دراسات الاتصال في جامعة "ويدنر" بولاية بنسلفانيا، أنجيلا كوربو، واصفة بعض تجارب الطلاب.

ويواجه نحو 50% من طلبة السنة الأولى "صراعات متكررة" أو "من حينٍ لآخر" مع زملائهم في السكن، ويقول 17% منهم إن تلك الصراعات أثّرت على تحصيلهم الأكاديمي.

وعند مشاركة غرفة مع شخص آخر، من المرجح أن تختلف وجهات نظركما حول ما هو طبيعي وكيف يجب استخدام المساحة، ما قد يؤدي إلى صدامات.

وأكّدت كوربو: "من المهم أن نفكر في كيفية وضع الحدود، وعمل اتفاقية مع شريك السكن، وكيفية مناقشة أو إدارة الخلافات والتوقعات؟".

 

ويمكن البدء بأسئلة مثل:

ما هو جدول نومك؟ هل أنت شخص صباحي أم ليلي؟

هل تحب وجود موسيقى في الخلفية؟

هل يزعجك إذا عدتُ إلى الغرفة في وقت متأخر؟ هل تفضل أن أخبرك مسبقًا؟

هل لديك حساسية تجاه أشياء معينة؟ هل هناك أغراض لا تفضل وجودها داخل الغرفة؟

"متلازمة بطل القصة" ستجعلك وحيدًا

هل تعرف أشخاصًا لا يفكرون إلا في أنفسهم ويجدون صعوبة في التعاطف مع الآخرين 

إذا كانت إجابتك نعم، فقد تعرف شخصًا يعاني من "متلازمة الشخصية الرئيسية" أو "بطل القصة".

وشرحت الدكتورة مانجو أنتل، وهي أستاذة مساعدة في علم النفس في جامعة "أبجاي ستيا" في الهند أن هذه المتلازمة "مصطلح شائع يُستخدم لوصف نمط سلوكي يرى فيه الفرد نفسه كمحور القصة في حياته، ويعتبر الآخرين مجرد شخصيات ثانوية".

ورغم أن المصطلح ليس تشخيصًا نفسيًا رسميًا، إلا أنه شائع بين طلبة الجامعات.

قد يبدو من السهل الاعتماد على هذه الطريقة في رؤية الذات كوسيلة للتأقلم، خصوصًا في ظل الاستقلالية الجديدة والبيئة غير المألوفة حولك، ولكنها ليست دائمًا صحية.

عندما يعاني أحدهم من هذه المتلازمة، قد يصعب عليه تكوين علاقات حقيقية، لذا من المهم ممارسة التأمل الذاتي بانتظام.

إذا لاحظتَ أو أشار إليك أحد أنك "توجِّه المحادثات لتدور حولك، وتفضل سرديتك الخاصة على الاستماع للآخرين، أو تبحث عن التقدير أكثر من تقديم الدعم"، فقد تعاني من هذه المتلازمة.

وأضافت أنتل: "الوعي بهذه النزعات هو الخطوة الأولى نحو تقليل سلوكيات متلازمة بطل القصة وتعزيز تفاعلات اجتماعية صحية".



متابعات


س ع


اضف تعليق