ضمن حلقاته النقاشية الشهرية المتلفزة، عقد مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث في كربلاء المقدسة، حلقته النقاشية للشهر الأول من العام الجديد تحت عنوان (تأسيس الإلحاد ونفي الإيمان في العالم الحديث) استضاف فيها الباحث في الشؤون الإسلامية، حكمت البخاتي، بحضور عدد من رجال الدين والفضيلة وأكاديميين وباحثين وعدد من المُهتمين بالخطاب الإسلامي ومدراء مراكز دراسات وإعلاميين وصحفيين.
وقال مدير المركز، حيدر الجراح، لمراسل وكالة النبأ للأخبار، ان "الإلحاد بمعناه الواسع هو رفض الاعتقاد أو الإيمان بوجود الآلهة، وفي المعنى الضيق يُعتبر الإلحاد على وجه التحديد موقف إنّه لا توجد آلهة، وعموماً يعني مصطلح الإلحاد هو غياب الاعتقاد بأنّ الآلهة موجودة، ويتناقض هذا الفكر مع فكرة الإيمان بالله أو أُلوهيته، إذ أنّ مصطلح الأُلوهية يعني الاعتقاد بأنّه يوجد على الأقل إله واحد".
من جانبه بيّن البخاتي في ورقته النقاشية إنّ "الإيمان هو تجربة نفسية قبل أن يكون تجربة اشتقاقية من الدليل، وحالة اليقينية فيه ترتبط بالإيمان النفسي وهو ما تُؤشّره الأديان بالفطرة أو الجبلة، وحتى الدليل العقلي يرتبط بالقواعد النفسية لدى المؤمن أو ما يُعبّر عنها بالبديهيات أو العلم الأوّلي أو العلم الحاضر غير الحاصل لدى الإنسان، والعلم البديهي هو الذي لا يحتاج الى بُرهان أو دليل أو هو قائم بذاته ولذاته وقد استندت إليه أفكار العالم القديم".
مضيفاً "رُغم إقصاء العالم الحديث للعلم البديهي بعد إن التجأ الى التجريبي والحسّي والمادي إلا أنّه لازال يستند عملياً الى أولياته وبديهياته، وتقف العلّية وتجليها في السببية في صدارة هذه البديهيات، وهُنا يستطيع أن يُقدّم المؤمن دليله العقلي في الإيمان بالله سواء دليل الدور والتسلسل والعناية والنظام وغيرها من الأدلة التي عرفتها الأديان التوحيدية أو مباحثها في العلوم الإلهية، وسمة هذه القواعد النفسية والبديهية التي تنطلق منها تلك الأدلة هي ارتباطها بالطبيعة الأولى للوجود الكوني والإنساني". انتهى/خ.
اضف تعليق