صدر حديثا عن مؤسسة التقى الثقافية كتاب الوسطية والاعتدال في الفكر الاسلامي لسماحة السيد مرتضى الحسيني الشيرازي، وهو كتاب يبحث عن إطار لفهم الدين الإسلامي وبيان أهم مرتكزاته المهمّة والتي تُشكّل الركن الوثيق في التعامل والتعاطي في إظهار صورة الإسلام المشرق، وهي التفاتة مهمّة في توضيح عمق المعرفة الإسلاميّة الأصيلة .
وقد تناول سماحته في هذا الكتاب مجموعة من الأمور الهامة والتي تهدف لبيان وسطية الفكر الإسلامي واعتداله في التعاملات المختلفة.
وبيّن سماحته أن الهدف من وراء الخلق هو الرحمة، (الا من رحم ربي ولذلك خلقهم)،(ومن انعكاساتها): التراحم في ما بين المخلوقات ، إذ الرحمة منشأ من مناشيء التجليات الإلهية على خلقه وفي خلقه وذات أبعاد محورية مهمة ، ومن صور التراحم هو التعاون والتآزر بين أبناء المجتمع، والتعارف لا التناكر والتحارب.
كما بحث المؤلف عن معنى الامة الوسط في الاية الشريفة (جعلناكم امة وسطا) : فقد فسرت بتفاسير متعددة منها : الامة المتوسطة في الاعتدال البعيدة عن الافراط والتفريط و الغلو والتقصير،، ومنها: بمعنى الامة الوسط بين الرسول الأكرم صلى الله عليه واله و بين الناس على امتداد الزمان ، منها: ان الامة الوسط تعني نخبة النخبة .)
ومن بصائر آية اللين والاستشارة ان الرحمة هي مقصد المقاصد للشريعة ، والرحمة شاملة للجميع ، إذ إن مبدأ الرحمة مبدأ تكويني وتشريعي فاللازم تطبيقها وتكريسها في الحياة والتقنين والاستنباط الى أقصى الحدود .
وفي طياته بحثه أشار المؤلف إلى العديد من النكات العلمية التي لها مدخلية في مجال تطبيق الوسطية والاعتدال وانعكاسها على المجتمع كحالة صحية مهمة .انتهى/س
اضف تعليق