بابل – جليل الغزي:
يعمل الفنان بهاء الاوسي على توثيق عدد من رموز الحلة ومفكريها لتبقى شاخصة امام الجميع وبشكل دائم مستثمرا الكتل الكونكريتية الممتدة على طول عدد من شوارع مدينة الحلة في محاولة للتغيير من ايحاءات الكتل الكونكريتية غير المحببة واستثمارها كوسيلة خطاب بصرية تستوقف من يشاهدها ولو لدقائق.
وعمل الاوسي "40 عاما" على رسم عدد من الصور الشخصية لشخصيات حلية "ادبية ودينية" قدمت في ميدان العلم والثقافة نتاجات ماتزال تغني الوسط الادبي رغم رحيل اصحابها بالإضافة الى بعض الاشكال البابلية القديمة والشواخص العمرانية التي تميزت بها مدينة الحلة.
ويقول الاوسي لوكالة النبأ للأخبار انه "انطلق بمشروعه الفني حرصا منه على تجميل المدينة اولا ومن ثم خلق اجواء بصرية يمكن ان تشعر المواطن الحلي بشيء من الامل حين يشاهد الالوان تملء الشوارع".
ويبين ان "العمل على رسم الصور الشخصية لرموز الحلة في الشوارع والاماكن العامة يمثل خطوة مهمة في اطار الاحتفاء الدائم بمثقفي الحلة وأدباءها فضلا عن كونه مشروع تعريفي بتلك الشخصيات التي قدمت للوسط الثقافي المزيد من النتاجات الادبية والثقافية".
ويرى الاديب اقبال محمد "60 " عاما ان "الكثير من الشباب في المحافظة يجهل تاريخ المدينة وارثها الثقافي بعد ان ابتعد عن القراءة حضور الندوات الثقافية التي تقام في المحافظة ما يجعل هذا المشروع الفني محاولة للتعريف بتلك الشخصيات الادبية والدينية بعد ان تضمنت اللوحات كتابة جزء من سيرهم الذاتية".
في غضون ذلك اكد الشاعر موفق محمد احد الشخصيات التي رسمت صورته على احدى الكتل الكونكريتية انه يشعر الى حد ما بالراحة حين وضعت صورته امام المارة اذا يرى بانه احتفاء دائم له في حياته، بالإضافة الى رئيس اتحاد الادباء والكتاب في العراق ناجح المعموري الذي شدد على ضرورة الاحتفاء بالمبدعين في حياتهم وانه اجمل بكثير من الاحتفاء بهم بعد رحيلهم.
ويأتي هذا المشروع الفني الذي بادر به الفنان بهاء الاوسي بدوافع ذاتية محفزا لرسم الفرحة والامل في جميع الاماكن العامة سواءا على الجدران او الكتل الكونكريتية لخلق صور مغايرة عما اختزنته مخيلة المواطن البابلي نتيجة انتشار الحواجز الكونكريتية والسيطرات الامنية والقطوعات المستمرة للعديد من الطرق حتى ان المواطن بات يشعر وكانه في سجن كبير. بحسب مراقبين. انتهى /خ.
اضف تعليق