تحت عنوان "مائة عام من العلاقات البريطانية العراقية .. عائلة بورتر مثالا"، اجتمع لفيف من الأدباء وأساتذة الجامعات والمثقفين العرب في العاصمة البريطانية لندن للإستماع ومحاورة الأديبة العراقية البريطانية الدكتورة أمل (أميلي) سيرل بورتر المولودة في العاصمة العراقية بغداد من أب انكليزي الأصل وأم عراقية.
أستاذة الأدب في جامعة نيوكاستل (Newcastle University) الروائية أمل بورتر تناولت في الأمسية التي دعت إليها مؤسسة الحوار الإنكلوعراقية وأدارها مدير مركز الدراسات الأنكلوعراقية نديم العبد الله، جوانب من الحياة العامة للمجتمع العراقي من خلال قصة والدها سيرل بورتر (Cyril Porter) المولود في مدينة نيوكاستل البريطانية (Newcastle) سنة 1889م والذي دخل العراق سنة 1917م كمهندس كهرباء ضمن الجيش البريطاني واستقراره فيه وزواجه من أمها البغدادية "لولو فتح الله زنبقة" ووفاته فيه ودفنه، وهي قصة مليئة بالحوادث المجتمعية المثيرة سجل فيها سيرل بورتر انطباعاته في رسائله إلى شقيقته دورا بورتر، حيث صدرت الرسائل مترجمة إلى اللغة العربية في كتاب وطبع مرات عدة وآخرها الطبعة الثالثة بعنوان (تلك البلاد.. العراق في رسائل ما بين الحربين العالميتين) الصادر عن دار شهريار في البصرة.
أمل بورتر تنقلت في رسائل والدها التي أضفت عليها عند ترجمتها لها مسحة أدبية واضحة المعالم، بين البصرة وبغداد وكركوك وهي المحطات الثلاث التي سكنها المهندس الكهربائي القادم من الطبقة الوسطى في شمال بريطانيا حيث اشتهرت أسرته بصناعة سكك الحديد، وله في كل محطة من محافظات العراق قصص مع العامل والفلاح والنجار والمغني والمغنية والقصاب وأصحاب المهن المختلفة، وهو المهندس الذي تعلم حينما كان مع والده في الهند لغات عدة حتى رحل عن هذه الدنيا في نهاية الستينات من القرن العشرين وهو يجيد سبع لغات.
فقرة المداخلات والحوارات كانت فرصة مفيدة سلطت فيها الأديبة أمل بورتر الضوء على شخصيات بريطانية لعبت دورا مؤثرا في نشأة العراق الحديث منها المسز غيرترود بيل (Gertrude Bell) (1868- 1926م) القادمة هي الأخرى من مدينة نيوكاستل ودورها في تأسيس المتحف العراقي الذي عملت فيه الدكتور أمل بورتر نحو خمسة عشر عاما، والكولونيل توماس إداورد لورانس، أو جابمان (Thomas Edward Lawrence) (1888- 1935م) المشهور بلورنس العرب، كما انتقدت المتحدثة دور النشر التي عمدت الى نشر رواياتها وكتبها باللغة العربية دون إذن شخصي أو مسوغ قانوني، وتناولت بالتفصيل معاناة المثقف والأديب والكاتب العربي مع دور النشر العربية، وضعف القوانين الرادعة للقرصنة وإحقاق المؤلف.
وتداخل في الأمسية عدد غير من الحاضرين منهم: الأديبة نهى الصراف، الطبيب الإخصائي الدكتور علاء الحسيني، الباحث الدكتور نضير الخزرجي، الفنان حسن الجراح، الأديبة بدور الدده، القاصة ندى الرماح، الأستاذ سمير طبلة، والناشر السيد مضر شبّر.
وفي نهاية الأمسية جرى حفل توقيع الطبعة الجديدة من ترجمة كتاب والدها المعنون (تلك البلاد). انتهى/خ.
اضف تعليق