سوزان الشمري
يرتاد جعفر مقهى رضا بن علوان احد المقاهي الثقافية في العاصمة بغداد ليس لتناول القهوة او للتواصل مع المحيط الثقافي او الادبي وانما لكونه مساحة هادئة للمذاكرة كونه طالب بكالوريا للمرحلة الاعدادية.
اذ تستقطب المقاهي الثقافية في بغداد على اختلافها طلبة المراحل الاعدادية ( البكالوريا ) تحديداً لتوفيرها مساحة للمذاكرة، سيما مع إرتفاع الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي وزحمة البيوتات العراقية التي تنافي اجواءها ما يلزم توفيره لطالب البكالوريا في استعادة للامتحانات.
يقول جعفر مهدي: منذ ثلاثة اشهر ومع بداية عطلة الاستعداد للامتحانات اقضي معظم وقت المذاكرة في مقهى رضا بن علوان، اذ يوفر لي مساحة من الهدوء النسبي بعيدا عن جو المنزل المزدحم اضافة لاستمرارية التيار الكهربائي فيه".
ويضيف جعفر لوكالة النبأ للأخبار، "وجودي في المقهى للمذاكرة لم يكسبني فقط الهدوء المطلوب او التيار الكهربائي المتواصل، وانما تعاون وتفاهم مرتادي المقهى من أساتذة، وشخصيات اكاديمية وثقافية، قدمت لي المساعدة في فهم بعض المواد الدراسية وبالمجان، كما اكسبني رفقة جديدة ومن فئات عمرية وثقافية مختلفة".
وعلى بعد بضع امتار حيث مقهى (كهوة وكتاب ) يجتمع الثلاثي ( فرح ومروة واريج ) وهن طالبات في المرحلة الاعدادية اعتدن على ارتياد المقهى للمناقشة في المواد الامتحانية، واجراء الاختبارات فيما بينهن، تقول اريج :اقضى بضع ايام للقراءة في البيت، واخصص مع صديقاتي يومان للاجتماع في المقهى للمراجعة السريعة، وتبادل المعلومات فيما بيننا".
فيما توضح فرح: ان ارتياد تلك المقاهي خطوة ايجابية فمن الجميل ان تتواجد مقاهي لا تستهدف تقديم الخدمات من مأكل ومشرب فقط، وانما توفر مساحة للطلبة للهروب من ضغوطات البيت، والتيار الكهربائي، وضغط الدراسة بتوفيرها اجواء تمكن الطلبة من اداء واجبهم الدراسي على اكمل وجه".
وعن ارتياد طلبة المدارس للمقهى الثقافي يتحدث صاحب (مقهى رضا علوان) احمد علوان لوكالة النبأ للأخبار، ان "المقهى يسعى لتقديم خدماته للوافدين بشكل عام، مشيرا الى ان "ادارة المقهى تنبهت لارتياد طلبة المدراس للمقهى بغية توفير اجواء مناسبة للمذاكرة، الامر الذي دعاها لتخصيص الطابق الثاني في المقهى للطلبة، وابعادهم اي ازعاج او تشويش لهم من قبل مرتادي المقهى من الشخصيات الاكاديمية او ثقافية والتي غالبا من تشهد جلساتهم مناقشات وحوارات".
وتشتهر العاصمة بغداد بوجود عدد كبير من المقاهي والمراكز الثقافية بين القديم الذي لايزال يحتفظ بتراثه وبين القديم المواكب للحداثة، اذ يضم شارع الرشيد الذي يتوسط مدينة بغداد مقاه مشهورة اولها مقهى (الزهاوي)، مقهى (حسن عجمي)، والتي تقابل جامع الحيدرخانة، وكانت ايضا من اشهر مقاهي بغداد، ومن روادها الشاعر محمد مهدي الجواهري.
وقرب جامع الحيدر خانة كانت مقهى(عارف آغا)، وفي شارع المتنبي تحديداً تقع مقهى (الشابندر)، رمزا تراثيا، والتي تحولت من مطبعة الى مقهى بداية القرن الماضي، وبسبب موقعها فقد كانت ملتقى الادباء والساسة.
مقهى (ام كلثوم) في بداية شارع الرشيد وكذلك مقهى (عزاوي) في الباب المعظم التي كانت عنوانا لأغنية شهيرة (ياكهوتك عزاوي بيها المدلل زعلان) وهي من اشهر مقاهي بغداد، اما في جانب الرصافة نجد مقهى(المميز) ويقع قرب جامع العادلية، ومقهى البيروتي في جانب الكرخ، ومع تقادم العقود والسنين برزت مقاه اخرى مع تطور الوعي الثقافي وتنامي الافكار مثل مقهى (البرازيلية)، ومقاهي (البرلمان)، و(البلدية)، وكذلك مقهى(المعقدين).انتهى/س
اضف تعليق