كربلاء المقدسة - فراس الكرباسي:
شهدت محافظة كربلاء المقدسة اقامة حفل افتتاح حسينية الاشتر والتي شيدتها السيدة الكربلائية الحاجة جبرية المنكوشي من مالها الخاص وشارك في حفل الافتتاح سماحة ايه الله الفقيه الشيخ الدكتور محمد صادق الكرباسي رئيس المركز الحسيني للدراسات في لندن المملكة المتحدة والشيخ محمود الصافي ونخبة كبيرة من الادباء والمثقفين وشيوخ العشائر ووجهاء كربلاء.
وقال قائممقام قضاء كربلاء المركز الدكتور حسين العنكوشي "ورثت والدتي الحاجة جبرية محمد المنكوشي من والدي الحاج محمد عبيد المنكوشي قطعة ارض مساحتها 250 متر مربع وتم بيع 100 متر مربع منها واستخدام مبلغ البيع في بناء حسينية الاشتر والتي تبلغ مساحتها 150 متر مربع".
واضاف المنكوشي "بدء بناء الحسينية عام 2017 وتم الانتهاء منها عام 2018 وشهدت الحسينية اقامة عدة نشاطات دينية مثل المجالس الحسينية وايواء زائري أربعينية الامام الحسين وان الحسينية ستكون مفتوحة على مدار العام الاقامة المحافل القرآنية والمجالس الحسينية والدراسات الثقافية وسيتم تأسيس مركز الاشتر الثقافي لإقامة المحاضرات والندوات الثقافية الاسلامية".
من جهته، قال الفقيه اية الله الشيخ الدكتور محمد صادق الكرباسي "لابد ان نبين بان هناك اعمال تبقى خالدة كما وصفها الرسول الكريم ومنها الولد الصالح والصدقة الجارية والعلم النافع وان تأسيس هذه المؤسسة والمسماة بأسم الحسينية نسبة للإمام الحسين لهو مشروع مبروك ومقدس وقام هذا الولد الصالح وهو الدكتور المنكوشي بإحياء هذه الحسينية وطلب مني تسميتها وسميتها بالأشتر لان الصحابي مالك الاشتر كان لأمير المؤمنين كما كان امير المؤمنين لرسول الله".
واضاف الكرباسي "ولان حق الصحابي مالك الاشتر مضاع حقه فاردنا ان نحيي ذكره بهذه الحسينية لتكون صدقة جارية لهذه السيدة الجليلة وابنها وفي القرن الاول عرف بالحسينية فهي كلمة قديمة جدا ومنها اصحاب الامام الحسين وتجمعات الذكر للإمام الحسين والندوات التي تقام لذكر الامام الحسين والمكان الذي يجتمعون فيها".
وتحدث الفقيه الكرباسي عن تاريخ تأسيس المجالس الحسينية واقامة الحسينيات وقال ان "هناك حسينيات عظيمة وكبيرة في العالم ومنها عاصمة بنغلادش وهناك الملايين من الحسينيات في العالم تبث علوم اهل البيت وتحيى فيها ذكر الله والشيء المميز في هذه الحسينية ان من ينشأها سيدة موالية كربلائية من اسرة المنكوش وهذا موقف مشرف وعظيم وقد نظمت ابيات لتأسيس هذه الحسينية وارخت لها".
وعلى صعيد متصل، قال مدير مؤسسة الثقلين الثقافية عدنان الشوك "ان اقامة مثل هذه المجالس في مثل هذه الحسينيات وخاصة اذا ذكر فيها اصحاب امير المؤمنين واصحاب الامام الحسين انما هو استمرار وتخليد للثورة الحسينية المباركة ولأخذ العبر والدروس من امير المؤمنين وأصحابه في علمهم وتقواهم وكانوا اصحاب الامام علي خير قدوة للبشرية جمعاء"، مضيفاً "احيي القائمين على الحسينية بان قرروا ان يجعلوها مركز فكري وثقافي لان الامام الحسين ليس لطم وطعام فقط وانما ثورة فكرية وثقافية مستمرة وهي دورس للعلم والمعرفة والثقافة والادب وبالتالي بناء انسان قوي مؤمن مثقف واعي".
وشكر الشيخ علي سعيد المنكوشي الفقيه الكرباسي وكل الشخصيات الكربلائية العشائرية والدينية والثقافية والاكاديمية على حضورهم حفل افتتاح حسينية الاشتر وبين بأن الرجال والنساء في كربلاء هم في خدمة الامام الحسين وزائرية الكرام.
والصحابي مالك بن الحارث النخعي (37 هـ - 657 م)، المعروف بالأشتر: أمير، من كبار الشجعان. كان رئيس قومه وأدرك الإسلام وأول ما عرف عنه أنه حضر خطبة عمر بن الخطاب في الجابية وسكن الكوفة وكان له نسل فيها وشهد اليرموك وذهبت عينه فيها.
كان ممن ألّب على عثمان بن عفان وحضر حصاره في المدينة وشهد يوم الجمل، وأيام صفّين مع الامام علي بن أبي طالب، وولاه عليّ مصر فقصدها، فمات في الطريق. قال الذهبي: "ملك العرب، مالك بن الحارث النخعي، أحد الأشراف والأبطال المذكورين، فقئت عينه يوم اليرموك، وكان شهما مطاعا زعرا ألب على عثمان وقاتله، وكان ذا فصاحة وبلاغة، شهد صفين مع علي، وتميز يومئذ، وكاد أن يهزم معاوية، فحمل عليه أصحاب علي لما رأوا مصاحف جند الشام على الأسنة يدعون إلى كتاب الله. وما أمكنه مخالفة علي، فكف ولما رجع علي من موقعة صفين جهز الأشتر واليا على ديار مصر، فمات في الطريق مسموما".
اضف تعليق