شهدت أسعار النفط، اليوم الخميس، استقرارًا نسبيًا مع استمرارها في الحفاظ على خسائر الجلسة السابقة، وذلك في ظل حالة من عدم اليقين بشأن تأثير الرسوم الجمركية التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسياسات الطاقة على الاقتصاد العالمي والطلب على النفط.
وبحلول الساعة 09:41 بتوقيت جرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار سنتين لتصل إلى 78.98 دولار للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 4 سنتات لتبلغ 75.40 دولار للبرميل.
وأوضحت بريانكا ساشديفا، المحللة البارزة لدى شركة "فيليب نوفا" للوساطة المالية، أن "أسواق النفط تخسر بعض المكاسب الأخيرة بسبب تأثير عوامل متباينة"، مشيرة إلى أن سياسات الرئيس ترامب المؤيدة لتوسيع عمليات الحفر في الولايات المتحدة تُعزز توقعات زيادة الإنتاج.
كما أشارت إلى أن تراجع التوترات الجيوسياسية في غزة قلل من المخاوف بشأن تعطيل الإمدادات النفطية.
وأضافت، أن الرسوم الجمركية المقترحة من ترامب، والتي تشمل الاتحاد الأوروبي، وكندا، والمكسيك، والصين، قد تؤدي إلى إضعاف النمو الاقتصادي العالمي، وبالتالي التأثير سلبًا على الطلب على النفط.
وأعلن ترامب عن نيته فرض رسوم جمركية إضافية كوسيلة للضغط على روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، كما هدد بفرض رسوم بنسبة 25% على كندا والمكسيك، وفرض رسوم عقابية بنسبة 10% على الصين بسبب إرسال الفنتانيل إلى الولايات المتحدة.
وفي خطوة لتعزيز سياساته في مجال الطاقة، أعلن الرئيس الأمريكي يوم الاثنين حالة طوارئ وطنية للطاقة، مما يمنحه صلاحيات لتخفيف القيود البيئية وتسهيل إصدار تصاريح لمشاريع البنية التحتية للطاقة، بما في ذلك خطوط الأنابيب الجديدة.
على صعيد المخزونات، أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي أن مخزونات النفط الخام ارتفعت بمقدار 958 ألف برميل خلال الأسبوع المنتهي في 17 يناير، كما ارتفعت مخزونات البنزين بمقدار 3.23 مليون برميل، وزادت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 1.88 مليون برميل.
كلفن وونغ، كبير محللي السوق في "أواندا"، أشار إلى أن حالة عدم الوضوح بشأن سياسات التعريفات التجارية لإدارة ترامب، إلى جانب زيادة متوقعة في إمدادات النفط الأمريكية، قد تؤدي إلى مزيد من التقلبات الهبوطية في أسواق النفط على المدى القريب.
ومع استمرار الشكوك حول سياسات التجارة والطاقة الأمريكية، يظل مستقبل أسعار النفط معتمدًا على التوازن بين العرض والطلب وسط هذه التطورات السياسية والاقتصادية.
م.ال
اضف تعليق